٥٢

7.2K 165 17
                                    

غيث الي كان موجود من الحضور ولكنه بعيد عنهم بمسافه كافيه .. كان يراقب لهيب وتحركاته ولعبه المدهش .. كونه حل جريمته فالان لهيب قضيته ولازم يحلها وبالفعل مجرد مانتهت المباره تقدم بخطواته وهو يجلس امامه ليصبحون مقابل بعض .. نفس الزيّ الاسود يرتدونه ونفس النظرات كل من المكان لاحظ الشبه بينهم الا هم مانتبهوا .. كيف تبادلوا النظرات لبضع ثواني حتى رفع لهيب يدينه يحدث النادل  بابتسامة : كوبين من الشاي على حساب الخاسر
ابتسم غيث وهو يلتفت لرجل الخاسر والي واضح انه كره لهيب ونطق بعدها لهيب وهو يرتب الشطرنج : حليت القضيه بسرعه ماتوقعتها
ابتسم غيث باتساع وهو ياخذ اكواب الشاي ويحط له واحد وللهيب واحد ويكمل : هالمره انت الي لازم يعترف اني افضل محقق عرفته
رفع لهيب انظاره له بعد ماصبح اللون الاسود للهيب والابيض لغيث ونطق : الخاسر راح يعترف
اشار غيث بالايجاب وهو يشوف لهيب الي ضغط الوقت وبدأ غيث بتحريك قطع الشطرنج  لانه الابيض ولازم هو يبدي ويغلق الوقت الخاص فيه ليبدأ وقت لهيب الي حرك قطعه وانظاره تتأمل الشطرنج بهدوء .. كل من بالمقهى اجتمعوا حولهم والفضول يداهمهم عن الرجلين الغريبين والي كان لعبهم لا يصدق ! محد قدر يخمن مين الفايز من شدة تعقيد اللعبه الي طولت وقت و وقت طويل ..
وقت نطق غيث بعد مرور وقت طويل : ليه انت بباريس ؟
كانت انظاره لشطرنج وبين كل لحظه ولحظه يتبادلون النظرات ورد لهيب باجابته : اسرق ، ومن ثم بدأ يسأل غيث وكانهم يلعبون لعبه السؤال والاجابه : ليه صدقت وقت قلت لك ماقتلته ؟
ابتسم غيث من اجابه لهيب " اسرق " وكانه يوضح لغيث انه مب خايف ولا يهمه حتى الشرطه وانه راح يسرق بينهم كلهم .. ونطق يجيبه على سؤاله : ما يقف القاتل يتأمل الجثه بعد مايقتلها ويفكر يلمسها!
ميل لهيب فمه بابتسامة وفعلًا كان صادق شكل لهيب وقتها ماهو شكل قاتل ابداً ولهيب سارق ماهو قاتل وحرك قطعه الشطرنج وهو يغلق وقته ويبدأ وقت غيث الي نطق بسؤاله : ايش كان مقصدك بان جدي سبب فصلك من الجامعه ؟
نفث لهيب دخانه وهو يحرك يدينه بشطرنج وكلاً منهما ياخذ قطع الاخر لدرجه ان طاوله الشطرنج ماصار فيها الا قطع قليله وجداً : اسأله هو عارف الاجابه اكثر مني ..
والتفت لغيث وهو يركز بملامح وجهه وتقاسيمها ويكمل : ليه ما تمسكني وبدل ذا ضحيت بنفسك قدام الرصاص !
حرك غيث قطعه وهو ياخذ قطعه من لهيب ويكمل بعدها بنفس الهدوء : تخليت عن قضيتك صرت ماسك قضيه جاسم بس الان بذات لي رغبه ارجع لك وان كتب لك الموت يا لهيب ماراح اسمح لغيري يستمتع بقتلك
شاف كيف لهيب ميل فمه بابتسامة وعلى الرغم ان غيث كذب وانه هو بنفسه مايدري ليه ساعدته لكن مافهم لهيب  وهو ينطق ويدينه على الشطرنج ومن ثم يرفع انظاره لغيث بتأمل وكانه يطلب منه يستمر بالقضية  : لا تتخلى مادام اللعبه ماخلصت ..
عند وليد الي فتحه واخذ المبالغ وهو يسلمها لاعوان سام من الباب الخلفي .. تقدم بخطواته لسام وهو يشوفه مربط واحد من اتباع جاسم والي سرقه منه .. كان جالس على الكرسي مربط و وليد من خلفه .. اقترب منه وهو يرفع راسه من الخلف بشده ويهمس بإذنه باستهزاء : لهيب يسلم عليكم ويقولكم لسى الخير لقدام ياهل الطبقه المخملية ..
كان عربي بسبب ذا فهم كلا وليد الي دفعه للأرض ومشى خارج من المكان مع سام وقت فتح شهم الانوار والكاميرات وارجع كل شيء مثل ما كان ونزل من السطح بعجله علشان يلتقي بوليد بنهايه الشارع .. وارسل للعيب رسالة محتواها " انتهى يا زعيم "
-
كل الحضور يتأمل اللعب الحاسم والحماس يتقطر منهم .. دخل للمكان رجل في الخمسينات من عمره ولكن لياقه جسده ووسامته لا تخبرك بهذا ورغم ان الشيب غزى وجهه الا انه كان جميل وجداً .. شاف كيف الكل متجمع على شمل دائره عرف وقتها انهم يلعبون شطرنج وماهتم وهو يمشي بهدوء لمكانه .. لان هو أساسًا راعي المكان ومتعود على هذي اللحظات .. جلس بمكانه المخصص للمحاسبة وهو يشعل سجارته ويحدث ابنه .. ابنه نفسه النادل الي كان بالمقهى الاول وبجانبه صاحبه وقت نطق ابنه : ان لعبهم مدهش يا أبي انظر إليهما لا أستطيع معرفه من الفايز بينهما !
واكمل الرجل الثاني بقوله : يبدوان اخوان ! هل رأيت الشبه بينهما !
التفت له الاول وهو يكمل بنفي : نعم يشبهان بعض ولكنه قال لي انه ليس اخوه
كان راعي المكان يستمع لهما بهدوء وكان يسمى
" جون " صفق بيدينه عالياً وهو يطلب من التجمع الي حولهم يتقلص لانه يبي يشوفهم وبالفعل ابتعدو تقريباً عن لهيب وغيث .. وكان لهيب معطي جون ظهره عكس غيث الي كان مقابله .. تصنم كل مافيه وسقطت دخانته وارتعش جوفه كل خليه بجسمه ومشت قشعريرة قويه وهلاك عظيم وهو ينطق برعشة ورجفه : ت تركي !
التفت له ابنه ولحاله ابيه الغريبه واقترب منه وهو يمسكه وينطق بعده : ما بك يا أبي ؟
تركه جون وهو يمشي بهدوء لهم ويتفحصهم ويراقب اصغر تفاصيلهم بانذهال عظيم واندهاش لا يتصور لولا انه عارف ان تركي مات كان حلف يمين انه هو ! ولولا انه عارف ان زوجته كالي ماتت من زمان كان حلف ان الرجل ذا سرق جمالها باكمله .. مستحيل الي يشوفه مستحيل .. رجع بخطواته لمكانه وهو يجلس على كرسيه ويرتشف من قارورة الماء ونطق بعدها وانظاره ولده وصاحبه موجهه له : انهما .. انهما اولاد تركي انا اقسم بذلك الرجل دون وشاح يشبهُ اكثر مما نتصور لقد ولدا في باريس لقد كنت في نفس المستشفى استطيع تميزهما بين كل البشريه ، صاحب الوشاح يشبه ابيه ولكنه اخذ اسمرار امه ولون عيناها انا متأكد انهما هم متأكد ..
نطق صاحبه الي مافهم اي شيء منه : يا جون يبدو انك كبرت بسن جداً واصبحت لا تعرف ماتقول ! الا تفهم انهما ليسا اخوين
اشار ابنه برأسه وهو يكمل حديثه : اجل يا ابي لقد بحثت عنهما الاول محقق مشهور الصحف تنشر وجهه الثاني غير معروف ابداً لا يملك حتى حساب خاص !
اشار جون برأسه برفض وهو يكمل بعدها : انتما لا تفهمان شيئاً ابقيا هنا سآتي حالاً
وبالفعل مشى وهو يدخل باب كان بنهايه المقهى يوصلك لغرفه صغيره وتأخر فيها ..

جريمة على ساحة خصرها !Where stories live. Discover now