٣٨

7.8K 180 8
                                    

على اعتاب المستشفيات بين الامل والالم والفرح والحزن والضحك والبكاء .. وقفت مقابل واحدة من الغرف بإرهاق وتعب وهي تحاول تجميع اخر طاقة لها بعد يوم مهلك ومتعب .. التفت لامامها ولشخص الي كان واقف من وقت ما لمحها ويتأملها .. اعتدلت بوقفتها وهي تمشي للامام دون ان تعطيه اي اهمية وقت نطق بعجلة واستعجال : شوق !
تنهدت بتعب وتملل منه وهي تلتفت له وتعدل حديثه لانها بنظرها ماله اي احقيه يناديها باسمها كذا رغم انه لو غيره لكان الموضوع عادي واكملت : الدكتورة شوق .
ما كان عارف هو ليه ناداها ولكن كل الي عارفه انه محتاج يعرف وقت مناوبتها لان لوهله يحس انها سبب دوامه وفي داخله رغبه انه يتقدم لها لكنه مو عارف كيف الوسيلة والطريقة ونطق الدكتور جهاد بلعثمه وربكه حاول يخفيها : متى موعد مناوبتك ؟
هي طلبت ان محد يعلمه والواضح انه لما ماعرف قرر انه يكلمها وبالفعل التفتت له وهي تمشي له وتنطق محاوله الهدوء : ليه تبي تعرف ؟
تقدم لها وهو يتجرأ للمرة الاولى بقول مايدور بدماغه من غير اي خوف او تردد وينطق وعيناه تتأمل جمال عيناها وكانه تعب من اخفاء مشاعره : لانه يهمني
-
التفتت زينب له وهي تحدق في عيونه وفي تراسيم وجهه الخليجيه العذبه وفي تناغم حديثه وبحت صوته وبريق عيناه .. يالله ما اعذبه ! يصعب على المرء ان يصدق ان ورى هذا الوجهه سارق ! كانت الرعشة تسري بجسدها والتوتر يداهمها وكل ماتتذكر ان غيث وطاقم الفرقة الان يسمعون حديثها تتوتر اكثر خصوصاً ان اخر اتصال لها كان مع دواسّ وقتها امرها بغضب قائل " جيبي لي مكان ما يحطون فلوسهم مهما كان الثمن " ولو غلطت الان غلطه بيقوم الدنيا عليها للحد الي ممكن تفقد وظيفتها .. محاصره من كل الجوانب من قلبها وعقلها وحيرتها وربكتها .. وقت مشت وهي تحاول تجاهله قدر الامكان ورد بشيء بسيط لكن كل هذا انقطع وقت امسكها بسرعه قبل ماتمشي من معصمها بهدوء ورفع انظاره لها وهو يشوف ربكتها الواضحه ..
وكانها ناقصة فوق ربكتها يمسكها ! مايكفي نبضات قلبها ورعشتها وتوترها ! كانت تبلع ريقه بتوتر وتحسه يسمع صوت نبضاتها .. كانت تتأمل كيف مرر يده من معصمها حتى توسطت باطن يدها وهو ممسكها بخفه من لا شّد ولا خفف لا حررها ولا قيدها تركها عالقه بالمنتصف ! وقت نطق وهو مبسوط بتوترها ورقتها ونعومة اناملها وتأمله الدائم لها : حد مضايقك بشيء ؟ مزعلك بشيء ؟ علميني لو مرت نسمة هوى وضايقتك لا تتركيني انا وقلبي نحتريك ؟
بهاللحظة تمنت الارض تنشق وتبلعها تمنت ما شافت ولا عاشت ولا قبلت هالمهمه تمنت ان الطرقات ماجمعتهم بهذي الطريقة تمنت انه شخص ثاني تماماً وانها ماعرفت عنه شيء ، ماكانت عارفه ايش ممكن تسوي وتسمع كلام قلبها ولا عقلها بس كل الي تعرف انها تحس نفسها مخنوقه من كل الجهات ولا قادره تتحرر .. تردد ببالها كلام شوق من جهة وكلام دواسّ من جهة وكلام غيث من جهة ولا قدرت تسوي شيء غير انها تسحب يدينها بهدوء وهي تبلع ريقها وتكمل حديثها بهمس طلعته بالغصب وهي تحاول تظهر ان مافيها شيء علشان مايشك فيها ونطقت ب : لا ماني متضايقه
عقد حواجبه وهو يحاول فهم شيء من ملامحها بس ماسمحت له وكل الي لاحظه ربكتها وتعديلها لحجابها وهو عارف ان سبب الربكه هو وقتها نطق بستغراب مائل للامر : ماتبتسمي طيب !
التفتت له وهي عارفه ان من بداية ما جاء ينتظر بسمتها وبنظرها انها لو اعطته الي يبيه راح يروح وترتاح من ربكتها وقتها تركت الي بيدها وهي تلتفت لها وتبتسم باتساع كانت تظن انها ابتسامة تصنع مادريت انها اهلكته وان حتى تصنعها ذا حياة وقتها رفع انظاره وهو يلمح طرف شامتها وضحكتها الحلوه بنظره الي قادره تحرره من تعبه وابتسم هو الثاني ابتسامته الساحره .. نسيت انها تتصنع وتراكمت نغمه رنانه بضحكة صدرت منها وقت لمحت ابتسامته وقتها نطق بعد ان وضع كوع يدينه على الطاوله وباطن كفه على خده وميل وجهه بتأمل وحب واكمل : كانت النّية اقول قصيدة لاتبسمتي لكني نسيت القصيدة وقافلتها وقت ابتسمتي !
هالمرة ماتقدر تستحمل ولا تقدر تتنفس حتى وهي تناظر له وكل مالها تحمر خجلاً ومرت ثواني عليها مثل السنين العجاف المهلكه والي غيثها كان غزله !
حتى سمعت العمة هناء تكرر نداها بضياع : يابني وليد !
وقتها تمنت لو تقبلها من كثر ماهي خرجتها من موقف اتعبها .. والتفتت له وقت وقف واقترب منها وهو يمد يدينه ياخذ فاكه من الصحن وقت اربكها قربه ورائحة عطره الشهيره وصلابة جسده .. وابتعد بهدوء والابتسامة مازالت بوجهه ومشى مغادر المكان ..
وقتها جلست على الكرسي ويدينها بايسر صدرها وتنهدت لين ارتعد سلسالها وانهلك من تنهيداتها !

جريمة على ساحة خصرها !Where stories live. Discover now