٧٣

8.8K 179 50
                                    

بعد يومين
عمّ المستشفى بوجودهم وحسّهم ، الكل حضر من غير اي استثناء الجدات فاطمه و هند الي اصبحوا صديقات بفضل تجمع العائله ، اريام و ابراهيم و غيث و وليد و شهم و إياد بينما البنات بقوا ببيت اوتار حتى يرجعون ..
وقت نطقت هند وهي تداعب شعره : تحس بشيء ياوليدي مالمك شيء ؟
واردفت من الجانب الاخر فاطمة : جايع اجيب لك اكل الي تحبه ؟
كان المكان مزدحم بوجودهم هذا غير الي بقوا برا وكانت نظرات لهيب لغيث تطلب النجدة من التجمع هذا ..
حتى دخلت من بعدهم شوق بلباسها الطبي وتأملها لهم نطقت بصدمه : ممنوع التجمع حول المريض !
كيف التفتوا لها حتى اردفت متماثله للغضب : الزياره من العصر مو من الحين وقت تغير جرحه !
اطلعوا برا لو سمحتوا بعده حتى ماقدر يتنفس مثل الخلق!
كيف التفتت لها اريام وهي تغمز بعيناها مردفه : خفتي عليه يا زوجة اخوي ؟
كيف دققت فيها النظر حتى اكملت : اذا ماطلعتي بعلمهم مفاجآتك
في اللحظه الي وقفت اريام مردفه بعجله : لا خلاص
وبالفعل انسحبوا جميعهم بعد ان تطمنوا عليه باللحظه الي طلبت شوق من غيث اخراجهم جميعاً من المستشفى ، التفتت له وهي تراقب ابتسامته ونظراته دليل انه حب طريقتها بالحديث معهم ، حتى نطقت وهي تجهز اغراضها : بغير لك جرحك
كيف وقف رغم منعها لوقوفه لكنه وقف كاشفًا عن صدره وعن موضع الشاش بخاصرته ، وقفت امامه وبان فرق الطول الشاسع وقت التفتت له وهي تبدأ بنزع الشاش الابيض في اللحظه الي فك نقابها بحركه سريعه مردفًا : ليه بعدك لابسته ؟
كيف رفعت عيناها بغضب اكملت : لاني جايه دكتوره مو زوجتك !
ماستجاب لها وبينما هي تنزع الشاش وغيرها كان هو مشغول بنزع حجابها حتى نثر غجريها حولها لينطق بعدها : مارجعتي البيت صح ؟
ما اجابته وهي تطلب منه الجلوس وتبدأ بتعقيم وغيرها بينما هو مشغول بترتيب شعرها حتى وقف ليساعدها في عملها وقت بدأت بلف الشاش الابيض وغيره حوله وتثبيته امام نظراته اكملت بعد مارفعت عيناها وبان دمعها العالق بين رموشها : ليه ؟
كيف توقف عن الحركه وهو يتأملها ويتأمل الحزن العالق بعينها يا الله كيف تستطيع البقاء بكل هذا الجمال حتى عند حزنها ! لترفع يدها بضربات خفيفه على اكتافه رددت بعد انهمار الدمع في وجنتها : لييه جيتني متصاوب ! ليه رحت تعسكرت ورميت نفسك للحدود لييه لييه !!
حتى اكمل من بعدها متأملها وتاركها تاخذ راحتها بضربه الا ماكانت الا وخزات امام جسده اردف : انتِ الي طلبتي ! انتِ قلتي انك حبيتي الي دخل عندك بزيّ عسكري تهقين يرضى قلبي ماينفذ لك طلب ؟
كيف اعتلى صوتها بقهر وتعب وغبنه : ماكان واضح ؟ ماكان واضح اني كنت ابي لهيب كيف ماكان ومين ماكان !! مانتبهت لنظرات عيوني الي نفى كلامي ؟
كيف مسك وجهها بيدينه الوسيعه السمراء امام طُهر وجهها مكملًا : كان واضح والله واضح بس مو انا الي يحقق لك مطلب عينك ويترك لسانك انا احقق لك كل المطلبين لهيب وعسكري ..
كيف عادت لضربه حتى اقوى من بعدها وهي تجهش بالبكاء مردده : ماكانت تهمم مطالبي ماكانتت كثر وجودك معي وقت حملي ووقت ولادتي كثر انك تكون معي بالوقت الي ناديت عليك ولا اجبت وعديت الليلي ولا رجعت ! كان لازم تكون معي مو بعييد عني !!
كيف ابعد يدينها وهو يحتضنها بعد طول هالعمر احتضنها مثل طفل توه يرى امه بعد ان فقد بصره ، احتضنها وكان مافي بكرا ولا بعده وكان هذا اخر يوم بحياته ، احتضنها وهو يقبلها بحضنه ويستنشق عذب رائحتها متجاهلاً الم خاصرته وهو يحتويها بالحضن حتى خيل له انه بيكسر ضلوعها من شّده حضنه الي نطق بعدها بتكرار : تعبت تعالي نتعانق بعتب، الكلام بالعتب عادة قديمة ..
كيف شّدت عليه على كبر العتب ليحتضنها اكثثر واكثرر ولا يدري كم مر من الوقت الا ان هذي هي النعيم الي انحرم منها اكثر من سنه ! حتى ابتعدت عنها وليس بالبعد الكثير وهو يحتوي وجهها بيدينه كرر وقتها :
لاجل الوطن ولاجلك ..
كاجابه على جميع تساؤلاتها الي اتعبته وهدت حيله ..

جريمة على ساحة خصرها !Where stories live. Discover now