٥١

7.5K 174 17
                                    


١٠:٠٠ بتوقيت باريس

" ماني مصدق ! لهيب بحد ذاته قرر يبيع مجسماته ! مستحيل يا شهم هذولا مثل عياله حتى لمس مايخلينا نلمسها وش يبيع ! " قالها وليد الي شاد على معطفه ومستلقي على واحده من الكنبات ويستمع لشهم الي حكى له قصه بيع لهيب ونطق شهم محدثه وموافقه على كلامه : هذا مايدل الا على ان بنت يعقوب واصله اعلى مراحل بقلب لهيب بس تصدق انا مو هذا الي صادمني ، شوف شوف
اشار لوليد للمجسم الي متوسط المكان ونطق بانذهال تام واندهاش غير معقول وهو يكمل : انت مستوعب ان هذا من صنع لهيب ! محال بشري يصنع ذا بيده سام قايل بيعرضه بمزاد من وراه بنكسب ملايين وملايين
التفت وليد للمجسم وبالفعل كان شيء غير طبيعي من شّده جماله وتنسيقه وتنحيته لحد غير معقول ونطق بعدها بتساؤل : ماقلت لي كيف الخطه ؟
التفت له غيث وهو يرتشف من قهوته الحاره ويكمل : في خطتين الاولى بوجود لهيب ولكن تعرفه فجأه مانلقاه  فجهز خطه ثانيه راح يكون اساسها انت ياوليد
اشار وليد برأسه وهو يكمل بعده بضحكه: لهيب صاير يختفي من خططه ومين قال ان لهيب بكبره بيتزوج ! لو قايل لي قبل سنه ماكنت صدقت ، الا انت يا شهم مافي معك شيء من هنا من هنا ؟
اتسعت ابتسامة شهم الي هو بنفسه عارف انه مستحيل يحب غيرها او يفكر حتى بغيرها هو الي عاهد نفسه انه ماينساها لو عياله حوله يطوفون ونطق بمزاح : وش اسوي قلبي مايبي يحب غيرك
تراكمت ضحكات وليد الي اكمل بضحكه : دام هذا العذر ماتنلام .. الا وينه لهيب ؟
التفت له شهم بتفكير وأساسًا لهيب مختفي من يوم واكمل : تلقاه طالع لك فوق اكبر مكان ويشرب شاي على هالليل
ابتسم وليد بضحكه وهو يكمل : ويسمع محمد عبده طبعاً ..
-
عند غيث الي وصل باريس على قرابه العشاء ونزل أوتار في واحده من افخم الفنادق بل افضلها في باريس .. مُطل على برج أيفّل وعلى الشارع الشانزليزيه وعلى المناظر الخلابة والمُلفته كانت أوتار في اعلى مراحل الانبهار والاندهاش في كل خطوه تخطيها فهذي اول زياره لها واول مره تطلع من المملكة أساسًا لبلد العشاق عكس غيث الي عنده معرفه بكل مكان وكل ارض بسبب كثره سفراته وترحلاته .. تركها بالفندق بعد ماطلب منها عدم الخروج ورغم التعب الي فيه الا انه علطول راح للقاء توماس الي كان بمسرح الجريمة ..

كان بزيّه كمحقق معطف اسود طويل منتشر شعره الاسود من حوله وفي الجو القارص نسي وشاحه الصوفي ولكنه ماهتم وهو يراقب الجثه الثاني والي كانت خاصه لفتاه لان الجثه الاولى كان رجل .. كان دقيق الملاحظه بكل شيء لدرجة لا تصدق .. ترك توم جالس بعد مارحب فيه وأساسا كان توم تعبان وجداً بسبب ان الفتاه كانت تقرب له .. مشى وهو يرتدي قفازاته ويتفحص كل شيء من ثم نطق بتدقيق وكل من بالغرفه يتأمله باعجاب وفرح لانهم قدروا يلتقون بغيث الشهير وجداً واكمل بلغته الفرنسيه الجذابه : يبدو عليها حُبها للون الزهري .. انها منفصله عن زوجها ويبدو انها تقيم علاقات كثيره من بعد انفصالها عنه .. كل اغراضها موجوده الا هاتفها هناك خيارين اما ان المجرم أخذه عمدًا او انها تركته بحوزته دون معرفته .. لقد كتبت قبل وفاتها اسم فتاه على الارض لا بد ان هناك مغزى من هذا .. التفت للابتوب الي كان لها واخذه وهو يفتش فيه ويلقى كلمة سر اخذه بهدوء وهو يضع استنتاجاته بالجثتين ونطق بعدها وهو يلتفت لتوماس محدثه : ستحدث جريمة قتل ثالثه لقد كانت الاولى في بدايه الشارع الشانزليزيه والثانيه في منتصفه على بعد مسافه ليست كثيره ستكون الثالثه في نفس الشارع بجانب المقاهي الغير معروفه كي لا يراه احد ..
التفت لتوم الي مركز بحديثه واخذ لابتوب الفتاه الميته واكمل بعدها : سوف اذهب ابقى انت هنا سنكون على تواصل ..
اشار توم بالايجاب وهو يقف لاكمال التحقيق بالجريمتين وينطق بعدها : انتبه لنفسك
-
عند لهيب الي كان يتمشى بشوارع باريس مثل عادته المفضله والمحببه له والي يهواها وجداً يشد على جسده وتضاريسه المعطف الاسود الطويل وكل شيء لابسه هو بلون الاسود لان اساسا لونه المفضل ولون ثلاث ارباع ملابسه هو الاسود .. يحيط بعنقه وشاح صوفي رفعه قليلًا ليصل الى طرف فكه بسبب بروده الجو القارصه بحيث انها امطرت في معضم الاماكن لكن الطريق الي هو فيه مامطرت .. وبين انامله سجارته وينفث دخانها بالارجاء .. كان يمشي باتجاه مقهى يعرفه من زمان كل الي فيه شباب وكبار سن يرتشفون الشاي والقهوة ويتسابقون على لعب الشطرنج مثل عادتهم .. مشى بهدوء حتى توقفت خطواته بجانب المقهى على بعد مسافه قصيره وهو يعدل وشاحه بحيث انه قرر يرفعه لفمه لان الجو كل ماله يبرد ويبرد والشارع فارغ مابه حد التفت لشخص امامه ظهر يمشي وفي لمحه البصر اتى رجل اخر يرتدي معطف بني الون تقاسيم وجهه لا تظهر بسبب وشاحه وقبعته .. مايدري وش صار بضبط لكن الرجل الاول سقط بالارض ينازع اخر ماتبقى له من نفس .. التفت المجرم له وماكان ظاهر من اي شيء .. لهيب مالمحه ولا عرفه حتى مايدري ان كان ذكر او انثى على عكس المجرم الي لمح لهيب ومن ثم اختفى بلمح البصر .. ما كان لهيب فاهم شيء او مركز بشيء لان أساسًا الطريق مظلم ومحد موجود ابدا باستثناء لهيب الي كان رايح للمقهى الي قدام مسرح الجريمة .. فجأة مابقى بشارع الا لهيب الي مدخل كفوفه على جيب معطفه بعد مانهى سجارته ومغطي ملامحه بوشاحه والجثه الي موجوده بالارض .. مشى بهدوء للجثه وكانه الان استوعب الي صار ما كان في ملامحه اي شيء لا خوف ولا شيء هدوء فقط وعيناه العسليه تتأمل الارجاء .. التفت بانظاره لصوت الي داهمه باندهاش عظيم وانذهال وعدم استيعاب وقت نطق وانظاره تتأمل الشخص الي قدر يميزه من عيناه ومستحيل ينسى عيناه ابداً ونطق بلغته الام العربيه المصدومه : لا تقول يا لهيب ان لك يد بالموضوع!!!

جريمة على ساحة خصرها !Where stories live. Discover now