٣٣

8K 180 13
                                    

كان المكان مقلوب رأس على عقب الحراس بكل الاماكن والفوضى تعم بالارجاء وارتجاف الخدم منتشر بالمكان والصراخ المنبعث من جاسم هز البيت هز وقت نطق بعدم استيعاب : كيف ! كييف  قدرت طفلة تهرب من قدام انظاركم! اعتميتوا ؟ معد صرتن تشوفون ؟ ادفع رواتب لكم على اي اساس دام بنتي طلعت من قدامك يا عيال الكلب !
التفت له ريان بهدوء وهمس رغم الخوف الي بقلبه عليها وبغضب مكبوت وجهه لجاسم قبل ان ينصرف : للاسف بنتك معادها طفلة لو انك تعرفها صدق كان عرفت انها شبّت وكبرت ومعادها الي ترضيها حلاوة
ومشى مغادر المكان وبقلبه عتب على نفسه
نزلت الخادمة والي هذا عاشر مره تفتش الدور ولا تلقاها وهمست بخوف : سيدي مالها اي اثر مالقيتها والله
رفع جاسم انظاره لها واطال النظر ليهمس من بعدها : انتِ مطروده
اجحظت اعين الخادمه الي اقتربت منه وبترجي وهي ترفع يدينها له ودموعها تنهمر : تكفى لا ماقدر اصرف على عيالي الا براتبي تكفى
اشار جاسم لحراسه باخذها وهو يبتعد عنها بقرف لانها مسكته ويعدل ياقة ثوبه وينطق للحراس بامر صارم : لو تشرق الشمس ومالقيتوها او يصيبها مكروه والله لاشرب من دمكم واحد واحد
ومشى لمكتبه وهو اكثر مايقلقه ان اعداءه كثير واكيد ان ممكن واحد يضره فيها بسبب ذا هو حابسها كتعبير عن خوفه عليه مايدري ان بفعلته هذي هو قاعد يقتلها ويقتل نفسه .. ومجرد ما جلس على الكرسي وارخى ظهره عليه بتعب وارهاق من تراكم الامور عليه وخصوصاً بنته الي هي نقطه ضعفه الوحيده بحياته .. جاسم مافي شيء ممكن يضره الا بنته هي كل شيء بنسبه له حتى لو ماظهر لها هذا الشيء ولا اخبرها تبقى هي بنسبه له كل حياته والسبب الوحيد الي قاعد يحارب من اجله وقاعد ينتظر اي اتصال من حد يهدده ببنته لانه متوقع انها انخطفت لابتزازه
-
اما ريان الي حرك بسيارة بكل مكان وبشكل عشوائي مايدري فين يدور لها ! اساساً هي  ماتعرف اي مكان تجهل كل الطرقات وكل الاماكن .. وقف بنص الطريق وامام الازدحام وهو يضرب بيدينه كل الاطار بقهر مكبوت ويصرخ باعلى صوته ! صوته الين الهادئ هذي اول مره تعتليه الغضب ذا وهو يلوم نفسه ! لو راقبها صح ما كان غابت لو ماطلع من البيت وتركها ما كان خرجت لو انتبه لها ما كان رحلت بس لا فات الفوت ما ينفع الصوت ! ماوعى من حبل افكاره الا على صراخ اصحاب السيارات والقى عليه الشتايم وقت نطق واحد منهم : يا ملعون حرك سيارتك
التفت له وغضب العالمين ارتمى بوجهه وقت نزل من السيارة وهو يمشي له لانه بجانبه ويقف امامه وبعصبية مفرطه نطق وهو يشر على نفسه : تكلمني انا ؟
اعتلى الخوف نظرات الرجل الي حرك راسه برفض وتاتاه وهمس : لاء لا
كان يتمنى ريان انه يقول " ايوة " ويطلع قهره فيه لكنه خاف ومشى بهدوء ورجع ركب سيارته راجع لقصر جاسم يسأل عن اخر الاخبار ..

مجرد ماسمع كلام جاسم وان ممكن بنته انخطفت لان الكاميرات ماصورت شيء التهب الدم في عروقه وانفجرت براكينه وقت تذكر ان مافي حد ممكن يقدر يلعب بالكاميرات ويخربها الا شهم وشهم مايمشي الا ورى لهيب ! دخل غرفته الي فيها كاميرات البيت ورفع جواله وهو يتصل عليه ومجرد ما اجابه نطق بعلو صوته وعصبيته : قسمًا عظمًا لو تكون انت الي ماخذها ليصلون عليك صلاة ماهي مفروضه !
-
عند لهيب الي غفى بين تأملاته لها وتخيلاته وصورها الي ماغابت عن باله وصوت العندليب الي غنى بالارجاء غفى بين اسمراره في سريره الاسود بهدوء ..
لكن احلامه ماستمرت وقت فتح اعينه بتعب من نومه الخفيف الي خلاه يصحى من رنين جوال ! وفي اول رنه ! اخذه وهو يجيب من غير نظر للاسم لكنه ميز الصوت وقت انبعث منه صوت ريان ورنينه الغاضب ورد بعدم استيعاب وصوت يملاه النعاس : اصبحنا وصبح الملك لله ! شتبي انت مزعجني لك يومين وتهدد فوق راسي لا اقلب عليك واعلمك وقتها ان الله حق
نطق ريان بغضب وعدم استيعاب كون ان صوت لهيب واضح منه النعاس وانه ماله علم بشيء بس مافي شيء بباله الحين الا ان لهيب اخذ محبوبته : ادري بكرهك لجاسم بس ماتلمس بنته اضواء اذبحك لهيب اذبحك..
استقام لهيب بجلسته وهو يعدل بلوزته السوداء الضيقه وبهمس وعدم استيعاب وصدمه نطق : جاسم عنده بنت !
سكت ريان وضح له عدم علم لهيب باي شيء وان جاسم خباها للحد الي حتى لهيب ماعنده علم فيها ونطق بتعب داهمه وتملك منه : عنده بنت هي كل شيء انا املكه ماله دخل باي شيء سواه ابوها يا لهيب تكفى قولي ان مو انت خاطفها تكفى لا تخلينا من اصحاب لاعداء
ادار لهيب بنظر حوله والان فهم السالفه ورغم صدمته ان جاسم عنده بنت ولكن فضل يكلم ريان بعدين عنها لانه واضح تعبه وارهاقه ونطق بصوت صارم : ماهقيتها منك يا ريان ! من متى انا استقوي على بنيّة ؟ غريمي جاسم وغير جاسم انا مالي عدو
تنهد ريان بارتياح ان لهيب خارج الموضوع واشار برأسه وكان لهيب امامه وهو يودعه ويتعذر منه على سوء فهمه ومشى في غرفته طولًا وعرضًا بتفكير فين ممكن تروح ! حتى التفت لجهاز اللاسلكي الخاص فيه والي اعطاها الثاني وكانت تحته ورقه صغيره لا ترى واخذها وهو يقراء ما كتب فيها
" لا ينبت الزهر بحديقتنا لان انتِ تكفي "
قراءها مرتين وثلاث واربع وخمس وعشر وعشرين وهو يحاول يستوعبها حتى عاد الدم يضخ باوريدته وينبه قلبه قبل عقله لهذي العباره ومتى هو قالها ! قالها لها وهي بعمر الثاني عشر في حديقه من الحدائق كان يروح لها معها سراً من غير معرفة حد ! وبقيت طول عمره حافظتها وتكررها وتعيدها ولا نسيتها وكانه تعلمه وتقول له " ترى حتى اتفه تفاصيلك تجذبني ولا تضيعني ! "
ماقدر يمنع الابتسامة من المرور بوجهه العذب الجميل وهو يركض لمفتاحه وياخذه ويطلع ركض لسيارته وهو متأكد لو ما عقله عرف الطريق يدله قلبه ..

جريمة على ساحة خصرها !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن