٨

11.1K 260 34
                                    

« شوق »
طلعت من المستشفى بارهاق سكن ملامحها تكره الايام الي تناوب فيها لوحدها وبوجود جهاد يصير الموضوع اصعب بكثير فنظراته تفضحه وهي تكره فكرت الارتباط او بمعنى اخر ماعاشته في طفولتها اصبح كابوس شبابها

دخلت البيت وهي ترمي حقيبتها السوداء وتخلع عبايتها
ولاب كوت وكل مافيها مُراهق واستقبلت جدتها الي رفعت العصى مثل عادتها وبصوتها الاحب لقلبها : يابنتي لا احم ولا دستور ! وبعدين من متى ندخل البيت كذا !
وبدأت محاضرات الجدة الحنّونه المعروفه ورغم ارهاق شوق الا انها مامنعت نفسها تبتسم باتساع وتهمس : والله يا تيتّا الحمدلله وانا قدرت اوصل البيت ولا من التعب كنت هنام في الرصيف
تنهدت الجدة وهي ترفع ما رمته شوق وتكمل حديثها بشغف: معليه يابنيتي تحملي شوي ، الا انا جايتك باخبار وانتظرك من العشاء على احر من الجمر .،
كانت الجدة تعيش ببيت ثاني بعيد شوي من هنا وكانت شوق ومتعب معها ولكن بسبب شغل شوق اخذت بيت عمها الي تركه من سنين لانه قريب من المستشفى وترتاح بالروحه والرجعه ورغم ذا الجدة تبقى تزورها دائم ولولا حُبها لبيتها كانت عاشت عندها بس مثل ماتقول الجدة « قلبي مايقدر على فراق ديرتي »
التفتت لها شوق وهي عارفه الموال الي بيكون : يا جدة يرحم امك ان كان نفس الموضوع لاتفتحيه
انمحت ابتسامة الجدة وانتهى شغفها وهي تجلس بسبب تعب رجولها وتكمل : يابنيتي ودّي اشوفك عروس اتباهى بك ودّي امسك احفادي واداعبهم ماقلتي تبين تتجوزي واحد من العسكر ولا الشرطه ؟ هذا جاءك عسكري باخلاقه وزينه علاِمك ترفضين الخطابين ؟
ردت وهي تتنهد من نفس الموضوع الي يتكرر عليها : ياجدة قلت عسكري ابيك تنسين الموضوع بس الواضح ماراح يتقفل وصلي كلامي للخطابين وقولي لهم شوق تبي رجل فضاء معد تبي عسكري
تراكمت ضحكات الجدة الحنّونه العذبّه وباسف من عناد هالبنت : يابنيتي ماعندي رجول توصلني للفضاء الا كان رحت ادور لك
ضحكت بُحب للمرأه الجالسه امامها رفعت يدها تتأمل تجاعيدها وعبور السنين عليها واتسع مبسمها لاثار الحنّا المعروفه فيها قبلت اليد الطاهره بُحب : انا بجيب عريسي يا جدة لا تعبي هالرجول الحلوه .،

« مقر اللهب »

كل واحد منهم متكأ على كنبه يحتفلون بنصرهم الدائم الي ماعرف يوم خسارة .،
رفع لهيب الشريحه بعد ان ادخلها للجوال وانظاره على شهم الي يعدل مغير الصوت ضغط على الرقم ينتظر الرد وماهي الا ثواني معدوده حتى رد وهالمره مارد الرجل الي سرق منه لا رد جاسم نفسه !
بعد ماعرف جاسم ان احد اتباعه انسرق عرف وقتها ان اكيد لهيب السارق وبعد عبارات رماها على اتباعه جلس على احر من الجمر ينتظر اتصال لانه عارف انه راح يتصل .،
همس جاسم لاتباعه مؤشر لهم ان يحاولوا معرفت موقعه .،
ورد تحت انظارهم : ياجبببان ! تسرق من قفانا فينك يوم وجيهنا كانت قبالك ! ولا اللهيب يطفيه نسمه هواءنا ؟
احتدت ملامح لهيب بشده وبدأ الدخان يتصاعد منه بغضب ولكنه مابيان غضبه بصوته ابداً لا اظهر روقان هادئ : يعني انا جاي احكيّ لك انك واحشني تستقبلني كذا ؟ زعلتني والله .،
كانت لعبة لهيب الاستفزاز يضحك بشده وتحتد ملامحه في لحظه قادر يلعب بالاعصاب ويقهر الي امامه بهمسه منه ورغم انه ماقال شيء الا انه قدر يشعل نيران بجوف جاسم الي كان يحاول بانظاره لاتباعه انهم يعرفوا موقعه .،
همس بعد ان انهى ضحكته واحتدت ملامحه ويقلب بين كفيه احد الاوراق الي سرقها من منصور ووجدها داخل الملف : كنت ادري انك راعي قمار وراعي حانات بس ماتوقعتها انك مسؤول عن بيع بنات بالاجبار !
ولا وطلعت رئيس السوق السوداء في الغرب !
بهتت ملامح جاسم بصدمه ودارت الدنيا فيه ولا استوعب كيف لهيب قاعد يكشف كل شيء كيف ! يكرر بجوفه بصدمه " هذا لازم مايعيش ابداً ابداً " " هذا نهايتنا على يده ومافي حل الا يا انه يكون بصفنا او نعدمه خيارين لا ثالث لهما "
ونطق بنكران : ايش قاعد تقول ؟
تراكمت ابتسامات لهيب لتخرج منه ضحكه مُستفزه وهو ينظر لشهم الي كان مشغول بتغير الموقع ووليد يساعده بتغير الصوت كانوا مثل الجسد الواحد يتحركوا بدون اي اغلاط : خلينا واقعين حركة النكران قديمة ماحب لعب ادوار البراءة وانت ثعبان !
بس عاد وصل سلامي لمنصور ماقصر جابها لين تحت ارجلي !
كانت عبارته كافيه انها تقتله واصلاً قالها لاجل يقهره ويفرق شملهم اكثر واكثر جاسم الي همس بغضب عامر : كلب متخبي بين مجموعه ذياب والله يالهيب مرد الكلب يُنبح وتبان الحقيقه !
ضحك لهيب ضحكته القادره على استفزاز الحجر وسرعان ما احتدت بملامحه وهمس بهدوء قبل ان يقفل الخط : اعلى مافي خيلك اركبه !
واقفل الخط واخرج الشريحه وكسرها وهو يبتعد عن مغير الصوت ويرفع انظاره لشهم ووليد ويتأكد من كل شيء وهمس : والله ليندم على عبارته والله ليعرف من الكلب المسعور والا ماكون انا لهيب ولد الهندية !

جريمة على ساحة خصرها !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن