P17

1.1K 47 7
                                    

ناظر لصهيب:عاش من شافك يا صهيب!
صهيب وعيونه بالأرض:العذر والسموحة منك يا جدي راكان:أقرب أقرب يا وليدي
اقبلوا الباقين وسلموا عليه وكانت نِهال اخر وحده قربت منه بهدوء وقبّلة جبينه همس بخفوت:أشم فيك ريحة أبوك!
معقولة أشتاق لفهد ؟!..وحنّ !..يمكن ليش لا ! ..أو ربما يريد رؤيته لآخر مره !
رفعت رأسها كانت بتسأله وش قال بس تراجعت بهدوء .
كان سلطان واقف ورا هَدب ببضع سنتميترات ،خاف من نظرة جده المرتجفه ...مرر ناظره لهم ونطق بهدوء: شوفتكم وأنتم حولي تبهّج روحيّ
بادلوه الابتسامه ونطق ناصر بشبه إبتسامه:وشوفتك وانت بصحه وعافيه من مداخيل السعادة لارواحنا
راكان : يا وليدي ما بقى من العمر كثر اللي راح !
نطق سلطان: عمرك طويل ان شاء الله ..
تراوحت أصواتهم بالدعاء له بــ طولت العمر
راكان بتنهيدة:ماني بضامن عمري !..والله أعلم متى يآخذ أمانتي ،،،عشان كذا خلوني أقولكم وصيّتي !..ماودي أموت وانا مو متطمن على عائلتي !
صمت لثواني يتاملهم وكأنه اللقاء الأخير!
كلهم كان الصمت مسيطر عليهم يترقبون وش بتكون هــ الوصيّة !
أبتسم بهدوء وخلف هذي الابتسامة الكثير من الآلم:كل فرد من عائلتي عانى ،كل واحد منا جرب الفقد والبعد!
بنتي مشاعل صارت أرمله بعمر الثلاثين !
واللي ما يتسمى خسر عائلته بلحظة غضب !
ناظر سلطان لأمه وكأنه يقول"أبْعّد برغبته، مالك ذنب"
تنهد ونطق:وناصر...كنت افرض عليه كل شيء حتى زواجه!..ما كان يقول لي إلا سمّ ولبيه!
قرب ناصر وقبّل رأسه:انت أدرى بمصلحتي
انسابت دموعه بضعف:سامحني يا وليدي،كان بظني لو ما تشددت تروح بالدروب اللي ما ترضي الله زي اخوك !
ناصر:سويت الصح،والله يبوي مانيب شايل بخاطري شيء!
مسح على كتفه وأكمل حديثه:صيّته ..يا صيّته ،داري والله ما تحملتي كل هالسنين إلا عشان نماشة الخد!
يقصد مهَا لان في نمش يزيّن خديها لذلك يناديها بٰـ هالاسم .
أردف:كان بإمكانك تروحين لأهلك وتخلين مهَا عند أهلها،لكن لانك بنت أصول صبرتي وتحملتي
نزلت صيّته دموعها بحزن،عبالها بقوتها اللي تظهرها مو مكشوفه!...حتى هَدب بعض الاحيان ما تاخذ صيّته بجديه
لآنها عارفه انها ضعيفه من جوى!
ناظر لنوري وأبتسم:تحملتي وصبرتي عليّ كثير !
ما كنتِ تعترضين على قرارتي وان كانت على حساب سعادتك وراحتك !..عانينا يالنوري بشبابنا كثيير
ما نسيت ذيك الخمس سنين ، خمس سنين يا النوري وانا أدق باب أبوك!بكل مره كان يرفضني الين حنّ قلبه وأخيرًا،ما نسيت يوم قال"النوري صارت حليتك"كانت مثل الثلج على قلبي، وأخيرًا بعد سنين العناء صرتي لي !
تنهد وعيونه تتأمل عيونها:شكرًا لانك زوجتي وأم عيالي..
لو كان في شيء بتحسف عليه فهو عليك انتِ!..بتحسف على إني اخليك بــ هالدنيا لحالك !
تنهدت :الله يطول بعمرك ..رجيتك لا تكسرني !
تأثروا وبعضهم حزن ...ما كانوا يتوقعون في قصة حب عظيمه بينهم !
نطق صهيب لتلطيف الجو:طلعت موب يهيّن يا جدّي!
قهقه راكان وبعدها صار يكح بسبب ضيق تنفسه ،قرب منه سلطان ومسح على ظهره وعطاه ماء ،نطق ناصر:الله يهديك يا صهيب!
متعب:والله يا جدي ما توقعنا قصة الحب العظيمه هذي !
عقد حاجبيه:شفيها عينك؟
ناظر لسلطان بطرف عينه:كنت بالشغل وتعرض لنا واحد قليل آدب!
راكان:انتبه لنفسك يبوك
هز متعب رأسه بالايجاب ،بينما سلطان يناظر العدم بغيض!..
مسك يد هَدب وقربها منه:يروح جدك ناظريني
رفعت رأسها وأردف:انتِ اكثر وحده بيننا تحملت الكثير!
فقدتي أمك وانتِ حتى ما شفتيها!..وأبوك انقتل وانتِ بعمر الثلاث سنين!..ما أذكرك ولا نيتي افتح جروحك،
يبوي انا بتطمن عليك،ابيك تكونين ببيت شخص يبديك على نفسه !
ضغطت على يده وهي مو عارفه ايش قصده:جدّي اتركك منيّ ،اهم شيء صحتك
مسح على كتفها وهو يطبطب عليها:وانا تهمني راحتك !
ماودي الدروب تاخذك وتجيبك،ولا يكون لاحد له فضل عليك!..انتِ مو بس حفيدتي يا هَدب عيني انتِ بنتي !
وفي احد يرضى على بنته المذله؟
هزت رأسها بـ"لا" ومحاجر عيونها امتلأت بالدمع
شال يده بصعوبه ومسح على عيونها بإبهامه،اخذت يده وقبّلتها:دامني بنتك يبوي يكفي رجيتك..!
جهزت أمها الشنطة وحطت فيها اشياء كثيرة،
صح هي ما تسوقت بشكل صحيح ولا أشترت ذهب
زي باقي العرايس !...
طلعت أمها الشنطه بالصاله وتركتها تتجهز على راحتها
سوت شعرها البُني ويفي وبما انه طويل وصل لنُص ظهرها وبعدها فتحت الدولاب واخذت فستان طويل باللون الأسود!..تصميمه عادي ومافيه شيء ُيلفت غير الفتحه اللي واصله لعند فخذها !
لبسته وطلع ماسك على جسمها ومزيّن مُنحنيات جسدها وراسم خصرها بدقّه !..وبما انها ما تستخدم الميك اب كثير فكان صعب عليها تستخدمه ،واكتفت بالاشياء الاساسيه..حطت مسكارا وتعمدت تكثرها
وبعدها البلاشر كان لونه لحمي على وردي وبعدها فتحت علبه الروج الأحمر وحطت منها ،ناظرت لنفسها بإعجاب شديد
وهمسّت تخاطب المرايا:لنشوف يا فهد !
قامت من على التسريحه ولبست عبايتها وطلعت بالصاله
كان كُلٍ من عبدالله وامه جالسين، ومن سمعوا صوت الكعب التفتوا عليها ناظرتها أمها بتأمل من زمان ما شافتها وهي بكامل زينتها!..امّا عبدالله نطق بهمسّ مسموع وعلى ثغرة إبتسامه مكر:شكلها ما يقول انها مغصوبه !
تجاهلته وأكملت خطواتها للحوش بعد ثواني وصلت سيارة فهد،نزل وأخذ الشنطه من يد عبدالله وحطها بالسيارة..
~
شال يده بصعوبه ومسح على عيونها بإبهامه،اخذت يده وقبّلتها:دامني بنتك يبوي يكفي رجيتك..!
فهم راكان انها ما تبي تتعبه..شال عيونه عنها وناظر للكل: لكل فرد منكم ورِث لكن نصيب هَدب من الميراث المزرعة ومافيها، عدا حلال محمد !
توسعت عيونهم بصدمه!..ليه فجاءة كذا فتح موضوع الورِث؟!...وكيف قدر يعطي شيء ثمين مثل المزرعه !اكمل بهدوء رغم التردد الكبير الذي بجوفه:وباقي الورِث على زوجها المستقبلي سلطان !
حطت رجلها على عتبة الباب وصفنت فيها،كيف هانت عليهم؟...أمها ليش ما نطقت ليه ما اعترضت ؟..حتى لو كلامها ماهوب مغير شيء، بس يفرق على الأقل تحسّ ان عندها أم!...تراجعت لورا وراحت تحضن أمها شدت عليها بقوة وكأنها تقول"ضميني بحشى روحك،لا تتركيني!"
مسحت على رأسها وهمست بإذنها:ادري انك شرهانه عليّ يا أُمي،لكن انتِ عارفه ما بيدي شيء يشهد الله
وما ودي بس أتكلم عليك وانا ما عندي أفعال!، وإيش فائدة الأقوال اذا كانت خاليه من الافعال؟..بلاها أعطيك آمل زائف!
بعّدت عفراء عن حضن أمها وقبّلت رأسها،مسحت على عضدها:الله يوفقك يا بنتي بحياتك الجديدة،وانتبهي على نفسك.
هزت رأسها عفراء بالإيجاب واكتفت بالصمت،عارفه لو إنها نطقت بحرف راح تنهار،وهي مراح تسمح لفهد يشوف  ضعفها من اول يوم !
عدلت وقفتها ورفعت رأسها وتقدمت لسيارته،كان واقف يستناها،راح لعند باب السيارة وفتحه:تفضلي
ركبت وسكر الباب،ناظرت له وهو يلف من قدام السيارة ،
تسارعت نبضات قلبها،شدت على شنطتها بقوة لتخفف التوتر،لكن ما فيه فائدة توترها زاد !..فتح الباب وقعد ،جهز السيارة للانطلاق،وحط يده على مكيفها:برودته تمام؟
هزت رأسها بهدوء بـ"ايه"بعّد واكمل طريقه للشقه التي أستأجرها حديثًا!...شغل احدى أغاني الحُب ،ولا يعلم انه استفزها بشكل لا يُطاق، أشاحت بنظرها لدريشه متجاهلة نظراته الغير مُريحه...

_المستشفى

اكمل بهدوء رغم التردد الكبير الذي بجوفه:وباقي الورِث على زوجها المستقبلي سلطان !
فزت من من على السرير بشهقه ،تجمدت أطرافها حتى ان تعابير وجهها اختفت تمامًا!
_
توقعاتكم💗؟

أنتِ القـصيدة فـي هَـدب عـيني  Where stories live. Discover now