P18

1.3K 52 6
                                    

_المستشفى

اكمل بهدوء رغم التردد الكبير الذي بجوفه:وباقي الورِث على زوجها المستقبلي سلطان !
فزت من من على السرير بشهقه ،تجمدت أطرافها حتى ان تعابير وجهها اختفت تمامًا!
يمكن اللي سمعته مجرد وهم؟..مستحيل مستحيل كيف يعطيها لولد قا.تل أبوها!.كيف!
انصدموا الجميع وصاروا يلتفتون لبعض بينما مهَا تراجعت لورا بخطوات مُثقله،تحسّ بـ إعتصار قلبها! ،الشخص اللي بُكل دعوه تضمه انربط اسمه بإسم وحده غيرها !.
تقدم متعب لعند راكان يبي يمنعه! في ألف أعتراض يُريد
البوح به لكن أمه مسكت يده بقوه:اطلع!
جر يده بقوه وطلع من الغرفه...
تقدمت هَدب لعند جدّها ومسكت يده:اللي سمعته مو صح..صح؟!
هز رأسه بـ"لا" ما يهون عليه منظرها وهي بهذي الحاله لكن هو يبيها تكون بـ أمان!..وما كان هالامان إلا سلطان !
تركت أطراف يده ونطقت بنبرة منكسره مُنكهة ،توقعت من الكُل يأذي روحها إلا راكان !..من عمر الثلاث السنين الين عمر الثمانية عشر كان هو الجد والاب لها!
حتى انه عوضها عن حنان الام اللي عمرها ما شمت ريحتها!: مو انت تقول انا روحك ؟!.. اجل كيف ترضى تأذي روحك!
أشارت بيدها لسلطان وأردفت:تعطيني لولد قا.تل أبوي يا جدّي !
كان سلطان قلبه يتراقص من الفرحة..لكن من شاف ردة فعلها ذبلت ملامح وجه،شعور مؤلم داهم صدره واعتصر قلبه !..لف لاجل يطلع لكن صوت جهاز القلب اوقفه !
لف بسرعه وتقدم لعند راكان اللي كان يحاول يرد على هَدب!..ألتفت على هَدب المتجمد بمكانها...ونطق بصوت عالي:نادي الدكتور!
ما عطته ردة فعل كانت بس تسمع ضوضاء!..طلعت نجود تركض..ونِهال من زمان طلعت لان نجود طلبت منها تأخذ غيد وتطلع عشان ما تتأثر نفسياً بسبب الاجواء المتوترة...
بعد ثواني دخلوا الدكاترة يتراكضون وطلبوا من العائلة تطلع !
قربت سارة من هَدب وضمتها من عند يدينها وطلعتها .
جلسوا على الكراسي ينتظرون بينما هَدب صارت تبكي بشكل هستيري ! جلست نجود على اطراف أقدامها أمام هَدب ومسكت يدينها:هَدب أهدي!
حطت يدها على صدرها بشكل مُرتجف:أ انا انا السبب !
هزت رأسها بـ"لا" بشكل متكرر: مو انتِ السبب أهدي!
ألتفت سلطان لها وهو يشوف حالتها،كليًا هو السبب فيها!
نزل عيونه بالارض وضم يدينه ببعضها بينما رجله تضرب الارض بشكل متكرر!
دخلت الشقة بخوف وتوتر شديد لكنها حاولت ما تبيّن شيء لفهد!
دخل شنطتها وراها وألتفت على صوتها وهي تنزل بعبايتها:وين الغرفه؟
ترك الشنطة ووقف يتأملها شد إنتباهه فستانها الأسود!
حطت العبايه على الكنب ودخلت أصابعها بشعرها تعدله
تطاير شعرها وتعابير وجهها الغير مُبالية جَعلته يقترب بلا وعي !
حطت يدها السبابة على صدره وانظارها تتفحص الشقه:ما قلت لي وين الغرفه ؟
حركتها هذي جعلته يعض طرف ثغرة بُكل شهوة!
أشار بيده على زاوية الصاله:هناك ...لابسه أسود بيوم زواجك ليه ؟
تجاهلت السؤال واخذت شنطة الملابس وراحت للغرفة كان بيروح ورآها لكن صوت الاتصالات المتكررة اوقفه، رد ونطق بغضب:نعم يا أحمد ؟!
بعد ثواني طاح الجوال من يده بصدمه وجثى على ركبتيه !
_قبل ساعتين ونص بالمستشفى!
الكل بحالة فوضى وتشتت نِهال الجالسة بحديقة المستشفى هي وغيد تنتظر اي خبر أو متعب اللي جالس بسيارته ويشرب من هالدخان!..أو مهَا اللي ما زالت بلحظة انكسار ومع ذلك ما تركت أمها !
ومشاعل اللي خلاص انهارت ولا النوري اللي حفظت طول الممرات من كثر ما تروح وتجي عليها!
سارة ونجود اللي كانوا حول هَدب وما تركوها..اللي كانت على وشك استفراغ روحها !
وسلطان اللي كان كل شوي يسترق النظر لهَدب ويرجع يتأمل الباب على آمل يطلع جدّه سالم !
وأخيرا شخص لم ينتبه احد لغيابه غير صهيب !
شهلا!..راحت لأقرب غرفة فاضيه ودخلت دورة المياه (يكرم القارئ) واستفرغت لأنها لا تُطيق رائحة المستشفيات!..دخل وراها صهيب وكانت شايله نقابها وحجابها بحالة فوضى طلع بسرعه ونادى على إحدى الممرضات .
طلع الدكتور بعد بعد مدة دامت لساعتين !
قام الجميع وتجمعوا ينتظرون إيش بيقول!..نَزل القفازات من يده ونطق:سوينا اللي نقدر عليه لكن...عظم الله اجركم !
عفراء!

فزت بسرعه من سمعت ارتطام الباب طلعت من الغرفة ورأسها يلتف يمين ويسار تبحث عن فهد!
زفرت بارتياح:كنت بوريه كَيدي ،حسافه !
دخلت المطبخ وفتحت الثلاجة:وع ..مدمن ذا !
ما انكرت شُعور الخيبه وهي تشوف زجاجات الكحول
سكرت الثلاجة بقوة واستغفرت ،صعب جدًا تزيف القوة بينما الداخل عكس ذلك تمامًا !
جلست بالارض بضعف وأسندت ظهرها على باب الثلاجة:يا ربي وش ذنبي انا ؟
مسكت شعرها وتخلخلت أصابعها فيه،دموعها تنزل بدون توقف وكأنها شلالات !..
بعد ساعتين من الانهيار وعت على نفسها وقامت دخلت الغرفة واخذت مخدة ونامت على الكنب،تخاف يرجع ويشاركها نفس السرير !الفكرة الوحيدة اللي ماخذتها عنه"مراح يخاف الله فينّي"!
.
عند فهد !

الدنيا تدور فيه والندم مأكله!...راكان ما فرّط فيه هو اللي تخلى !
لو انه وعىّ على نفسه من زمان ما كان الحين بين جفون الندم!
مسك خط للديرة،المكان المحظور عليه !
بعد ساعات وصل وراح للمستشفى اللي فيه راكان
تلثم ونزل من السيارة..
عند الاستقبال
نطق بصوت خافت:لو سمحتي وين غرفة راكان آل جبر ؟
الاستقبال:مين حضرتك ؟
فهد:ولده ولده ..فهد
الاستقبال:تدري انه مات ؟
نطق بنبرة توتر بسرعه:ايه ادري..وين غرفته ؟!
تقدم فهد بخطوات مُثقلة وعيون دامعه،فك اللثمه ورفع يده يتحسّس وجه راكان!.جثته كانت باردة تمامًا وملامح وجهه كانت جميلة وكأنه رجع بالزمن الى سن الشباب..انه الوداع حقًا!..:يبوي مافي امل ترجع وتسامحني ؟
حنىّ رأسه وقبّل جبين راكان ،همسّ بضعف وبنبرة مُرتجفة:خذ روحي بس لا تصير تحت التراب !
..تكفى يبوي خلني أكفر عن غلطتي!
تقدم الممرض وطبطب على كتف فهد:عظم الله اجرك،ممكن تطلع
تراجع لورا وازاح يد الممرض،نطق بصراخ:ابوي هذا ابوي!!!
هز رأسه بهدوء يحاول يسيطر على الوضع:لو سمحتي إطلع!
مسك الجثه وهزها بقوة:اقعد اقعد قوله اني ولدك!
قرب منه الممرض وقيد يدينه:أهدى!
.
البيت اللي ما خلى يوم من حسه اليوم مابه غير دموع تهلي!
النوري اللي ما يهزها الهواء إنهارت وسابع جار سمع نحيبها!:قلت لكم خلوني عنده!!...هـ هذا الغاليي!
كيف طاوعتكم أنفسكم وتركتوه ؟!
شدها ناصر لحضنه:تقوي يا امي !
.
جالسه بزاوية الغرفة وإضاءتها خافته...عبالها بالطريقه هذي تخفف ضوضاء قلبها!
دمعها توقف عن النزول وأصبحت عيونها مُحمرة بشكل مخيف !..تأن بصوت خافت وكفوفها على أذانها: اسفه..اسفه!
لمين تتأسفين؟...لشخص صباح اليوم التالي بيكون تحت التراب؟!..يمكن يا هَدب عيونه لو ما اعترضتي ما مات!
ضربت آذانها مرات عدة تخفف الضجيج:خلاص خلاص..
والله اسفه !

-
انتهت رحلة الجد راكان😔.

أنتِ القـصيدة فـي هَـدب عـيني  Where stories live. Discover now