❤️الطيف الثاني❤️

7.6K 182 0
                                    



الطيف الثاني :
=======
*أحمر*
======
لعبة!
مقامرة!
هكذا قررت أن تكون حياتي !
اشتقت اللعب ! اشتقته يا أمي !
لا ..ليس اللهو الخبيث الذي طالما تدنست به روحي ..إنما ذاك المغامر الشهي الذي يجعلني لا أحمل هماً !!
وهل لمثلي ألا تحمل يوماً هماٌ؟!!
تظنينني سأضحك من جديد يا أمي؟!
لا ..ليست تلك الضحكة التي تغتسل بالخداع ويجففها الوجع !
إنما تلك التي تشبه طفلتك القديمة بعفويتها وبراءتها!
تراكِ ستشعرين يا أمي؟!
هذه الدقائق القليلة التي تفيقين فيها -بالكاد- لتميزي ما حولك ..
هل ستدركين الفارق بيني و"بينها"؟!
هل سيرشدكِ "قلب أم"؟!
قلب أم!
صرت مثلكِ يا أمي! صار لي "قلب أم" يعذبني بفلذة كبدي!!
لكن الفارق بيننا أن وجعكِ بي قد ينتهي
فلازلت فوق التراب ..
إنما وجعي به سيبقى جحيمي وهو تحت التراب !
أنا قتلته يا أمي ! قتلته !!

لايزال صوته يدوي في أذني بكلمته التي لم يكد ينطق سواها.."ماما" !
لا تعاتبيني إذن في الهروب فلم أعد أملك سواه !!
كل سجانيَّ رحلوا يا أمي ..وصار باب قفصي مفتوحاّ ..
فلا تلوميني أن بعت سجني لغيري!!
لعبة! دعيني ألعبها يا أمي !
وحدي هذه المرة !
تتهمينني بالجحود؟!
تركتكِ في مرضكِ كي أحلّق بعد طول حبس!
أنا لا أحلق ! أنا أسقط !
أسقط في كل لحظة أراكِ فيها بهذا الحال و"يد الفراق" تكاد تلوح بيننا !
لا تذكرينني بل ولا تكادين تذكرين أي شيء!

أسقط في كل لحظة أتذكر فيها منامة ابني وقد تلطخت بدمائه !
أسقط في كل لحظة أشفق فيها على نفسي وأنا أراقب محطات "الراحلين" ..
لأدرك أنني ما كنت فيها سوى عابر ثقيل الظل لفظوه خلف ظهورهم ولفظتهم أنا كذلك!!
حفنة تراب على جانب الطريق لا يهم الرائي إن كانت مكدسة أو منثورة ..هكذا أنا!!
فلا تلوميني إن بعثرت بقية العمر في لعبة !!
لعبة تثير حواسي وأنت تعلمين أني فقدت هذا الشغف منذ زمن !!
اسمها "سمرا"!
التقيتها هنا في محل بيع ملابس الأطفال هذا !
يومها كنت في أشد حالاتي انهياراً فقد كان يوافق يوم ميلاد ابني !

خرجت كالمجنونة أجوب الشوارع في سيارتي ..
توقفت أمام المحل ودخلت لأختار له منامة جديدة ..منامة لا تلوثها الدماء!
توقفت أمام الواحدة تلو الأخرى لكنها كلها بقيت في عيني ملوثة بالدم !!
هل صرخت وقتها؟! لا أدري !!
أنا لم أكن أسمع سوى كلمة "ماما" بصوته !!
هل بكيت؟! هل سقطت؟! هل أغشي عليّ؟!
لا أدري! لا أذكر!!
فقط عندما عاد إليّ إدراكي وجدتها أمامي!!
تشبهني كثيراً ..أنفها كان أكبر حجماّ..شفتاها أكثر اكتنازاً ..شعرها أقل شقرة ..وجسدها أكثر امتلاء ..لهذا لم أتعجب عندما هتفت لي باستغراب أنها هي الأخرى تشعر بالعجب من هذا التشابه بيننا !

تذكرين تلك العبارة التي ظل "فادي" يكررها لي عقب زواجنا ؟!

(ليت هذا الوجه الجميل لروح أخرى غير روحك الخربة!)

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Where stories live. Discover now