🔶الطيف السابع والثلاثون🔶

4.9K 197 58
                                    



الطيف السابع والثلاثون
=====
*برتقالي*
======
تراقب طيف ملامحه في نومه جوار مجد بعاطفة هادرة يتخللها قلق عميق لا تسمح له بالظهور في يقظته..
أين أثر القنبلة التي ألقاها؟!
وما سر هذا السكون الغريب حولهما؟!

أنثى العقرب تلك الاستبرق لن تسكت.. بالتأكيد لن تسكت.. شجون الموتورة لن تسكت.. سراب الحمقاء لن تسكت.. عدي المجنون لن يسكت.. العائلة كلها لن تسكت!
هذا البرود مريب.. مريب حد الخطر!

_أراهن أنك تشتمين أحدهم سراً!

يتمتم بها بصوت ناعس وقد فتح عينيه لتوه ملاحظاً شرودها لتلتفت نحوه بشبه ابتسامتها هامسة بعنفوانها الجذاب:
_ولماذا أضطر لأشتمه سراً.. لا مانع لديّ في دس إصبعي في "عين التخين" كما يقولون عندنا في مصر.. مادمت على حق!

يضحك ضحكة قصيرة وهو يعقد ذراعيه خلف رأسه متأملاً سديمه الحبيب في عينيها قائلاً بتهكم:
_حوار شاعري جدا جداً يصلح كبديل ل"صباح الخير"!
ثم يضحك ضحكة مبتورة باستطراده الساخر:
_ويحسدون من يتزوج أديبة!!

فترفع أحد حاجبيها وهي تميل فوقه هامسة بنفس النبرة الجافة المستفزة :
_لولا خوفي من استيقاظ مجد لأريتك المزيد.
_المزيد من ماذا بالضبط؟!
يهمس بها بمكر فلا تدري كيف صار ذراعاه فجأة حول خصرها يضمانها فوقه بهذه القوة لتهمس من بين أسنانها :
_لا تستغل الموقف.. البنت..
ينقطع همسها بين شفتيه وأنامله تثبت رأسها على رأسه في قبلة جامحة بدت كأنها تقاومها للحظات قبل أن تستجيب لها أخيراً بنفس الجموح الذي يحبه..

_هكذا يكون "صباح الخير" حقاً.. صحيح أنه ينقصه الكثير.. وعندما أقول "الكثير" فأنا أعني "الكثير" حقاً.. لكن يكفيني هذا ك"تصبيرة"!

يهمس بها في أذنها وهو يحرر وجهها إنما ليثبته علي صدره متجاهلاً مقاومتها ومردفاً ببطء :
_يوماً ما سأخبرك كم تبدو "لا" منكِ في وضع كهذا أكثر استسلاماً من "نعم".. أكثر استسلاماً وأكثر.. إثارة!

يقولها وهو يضغطها إليه أكثر في ضمة قوية ثم يحررها أخيراً لترمقه بنظرة برية يعشقها وهي تهمس له بنبرة محذرة متحدية كأنما ساءها شعورها بضعفها بين ذراعيه:
_لست رجلي بعد! أظنك تذكر شرطي القديم.
فيرمقها بنظرة ضائقة وكلامها يعيده لحقيقة وضعه هنا ليشيح بوجهه دون رد..
لكنها تتنحنح وقد غلبها شعورها بأمومتها نحوه لتهمس بخشونة ظاهرة :
_وماذا بعد؟! هل سنبقى هكذا نعيش في بيت إلياس؟! ألم تخبرني أنه بصدد توفير بيت خاص لنا؟!
_سيفعل.
يقولها باقتضاب وهو يزيحها عنه برفق ليقبل جبين مجد النائمة بحنان قبل أن يغادر الفراش ليتحرك نحو النافذة القريبة..
فتلحق به وهي تخشى مصارحته بهواجسها.. لتهمس بحذر مخافة إيقاظ مجد :
_لن تذهب للمؤسسة؟!
_أي مؤسسة؟ !
_مؤسسة الأمين؟! هل تملكون سواها؟!
تقولها ببعض الغلظة ليرد بزفرة قصيرة فتردف بعنفوان :
_اسمع! أنا أفهم الأشكال التي تشبه "استبرق" هذه جيداً.. لو شعرت بضعفنا فلن ترحمنا.. اذهب وخذ مكانك.. أنت المجني عليه لا الجاني!
_كيف تتحدثين بهذه البساطة؟! ألا تدركين أي كارثة نحن فيها؟!
_بل أدرك.. لهذا لا يعجبني هذا البرود الذي نعيشه بينما لا نعرف ما الذي تدبره هي لنا سراً! لهذا أنصحك ألا تستمع لنصيحة عمك بالاختفاء عن الجميع حتى تهدأ الأمور.. الأمور لن تهدأ حتى يتضح الصادق من الكاذب.

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Where stories live. Discover now