🔶الطيف الثاني عشر🔶

4.7K 160 8
                                    



الطيف الثاني عشر
=======
*برتقالي*
=======

_علمتِ ما حدث لزهرة وجهاد ؟!
تهتف بها حسناء بجزع عبر الهاتف لترد طيف بقلق طغا على خشونتها المعهودة :
_ألم يكن ينتوي خطبتها ؟! هل اكتشفت أنه نذل ؟!

تقولها بأقرب ما خطر في ذهنها لتنهار حسناء في البكاء وهي تخبرها بحقيقة إلقاء القبض عليهما معاً بعد اشتباههما في جهاد ..

تشهق طيف بصدمة وهي تخبط بكفها على صدرها هاتفة :
_إرهابي؟!
_لا ! لا مستحيل!! أنا أعرفه جيداً ..وواثقة أنه مظلوم .
_تعرفينه جيداً؟! هكذا هن النساء يعتقدن أنهن يفهمن الرجال حتى يقعن في الفخ!
تهتف بها بمزيج من استنكار وضيق ..
ضيق حقيقي لأجل زهرة المسكينة التي تعلم كم تحب ذاك الفلسطيني ..

_أرجوكِ افعلي شيئاً! أنا أكاد أجن منذ عرفت!
تهتف بها حسناء بين شهقات نحيبها لتهتف طيف بانفعال:
_وماذا يمكنني فعله لها وهي هناك ؟!
_أخوكِ!
تهتف بها حسناء ليخفق قلب طيف بلوعة والكلمة على بساطتها تخزها بالخنجر القديم ..
_نعلم أن أخاكِ رجلٌ ذو شأن عظيم في مصر ..ولديه الكثير من العلاقات ..ربما يمكنه ..
_سأرى ما يمكنني فعله .
تقاطعها بها بفظاظة تناقض هذه الهشاشة التي تذوي بها روحها ..
الحمقاء تظنها قد تطلب يوماً معروفاً من عاصي الرفاعي؟!
فلتمت قبل أن تشعر بحاجتها إليه !!

_أرجوكِ ..أنتِ لا تعلمين ظروف زهرة بعد مصيبة أبيها .
تهتف بها حسناء وهي تخبرها عن حقيقة وضع زهرة ..
ضميرها يخزها لأنها تفشي سر صديقتها لكنها كانت تريد ترقيق قلب طيف بأية طريقة ..فلم تكن تجد لها سنداً سواها .

_لعنه الله هو ومن شابهه!
تهتف بها طيف بحرقة وصورة حماد الرفاعي تغزو مخيلتها ..
لم يكن الأب السيئ الوحيد في هذا العالم على أي حال ..
وكما يقولون في الأمثال الشعبية:
"اللي يشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته "!

_سأتصرف!
تغلق بها الاتصال وهي تزفر بقوة قبل أن تتخذ قرارها لتجري الاتصال ..
لا ..لم تتصل بعاصي فلم تغير مبدأها ..إنما ..

_طيف ! ما هذه المفاجأة ؟! أنتِ بخير؟!
صوت ماسة الغارق بعاطفته كالعادة يدغدغها بهذا الشعور الساحر الذي لا تريد الاستجابة إليه ..
شعور أن لها عائلة ..عائلة تنتمي لها وينتمون إليها !
لهذا تنحنحت لتتغلب على تهدج صوتها بانفعاله ثم ترد بفظاظتها المعتادة :
_تذكرين تلك الفتاة زهرة الممرضة؟!

تعقد ماسة حاجبيها دون تعجب من أسلوب طيف الخشن كالعادة لترد بارتباك مستعيدة ما عرفته من رحمة :
_بالطبع! وأعرف أن دكتور جهاد جاء إلى هنا ليخطبها فهو صديق عزيز واستضافه في بيت رحمة عقب وصوله !
_"معرفة الهنا"! استعدي إذن لزيارة قريبك في السجن مادام على علاقة به ..الشرطة ألقت القبض على "المحروس" ! يقولون إنه إرهابي!

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Onde histórias criam vida. Descubra agora