💜الطيف السابع💜

5.7K 165 8
                                    



الطيف السابع
======
_عاصي!
تهتف بها ماسة برهبة وهي ترى للحظة وجهه القديم يعود إليه !!
لا تدري كيف صار فجأة أمام جهاد الذي فوجئ به يقبض على عنقه بكفيه ليلصقه بالحائط خلفه ..
_اهدأ ..إنه ضيفي!
يهتف بها عزيز بصوت عالٍ وهو يحاول إبعاد عاصي عن جهاد عبثاً ..
جهاد الذي أمسك بكتفي عاصي هاتفاً بحدة :
_ماذا تفعل يا رجل ؟!
_ما الذي تفعله أنت هنا؟!
يهتف بها عاصي بنبرته القديمة التي تفوح منها رائحة عدوانيته بينما يزداد ضغط كفيه على عنق جهاد وهو يخبط رأسه في الحائط خلفه ..
شياطين غضبه تتصارع فوق ملامحه وهو يغمض عينيه ..
يتذكر تلك الصورة التي أرتها إياه ماسة يوماً لها مع هذا الرجل ..

_افرح يا عاصي ! قلب ماستك اختار غيرك! آسفة لأنني أفسدت حفلك !
_أنت لم تفسدي حفلاً ..أنتِ سلبتني ما بقي من عمر ..أنتِ كسرتِني!!

مطارق الذكرى تهوى فوق رأسه فيتذكر ذاك اليوم الذي سافر إليها فيه ليخبرها عن حمل هالة بابنه !!
فرحته يومها وهو يشعر أنه عاصي الرفاعي الذي لن يقهره شيء!!
وانكساره بين ذراعيها وهو يراها تصرح له -كذباً - أنها -مثله- اختارت طريقاً آخر!!

_على الأقل! أفلتت إحدى نسائي من أسري حية !!

المزيد من مطارق الذكريات ..
أخو عدنان يوقف سيارته ليقتل هالة وابنه ..
سقوط السيارة به من فوق المنحدر وفقدانه لبصره ..
خسارة تلتها خسارة ..وفقد خلف فقد ..
والبداية كانت صورة هذا الرجل مع ماسة !!

ماسة التي ظنت نفسها تستطيع الوقوف كعهدها في وجه إعصار غضبه وهي تفلت سند من بين ذراعيها لتهرع إليهما هاتفة باسم عاصي الذي بدا وكأن ضغوط الأيام السابقة كلها قد أعادته لبحر طغيانه القديم ..
خاصة وجهاد يدافع عن نفسه أمام عدوانه الغاشم فيضربه برأسه ليرتد عاصي ردة خفيفة للخلف لكنه يعود ليضغط عنق جهاد أكثر وهو يخبطه بعنف في الحائط خلفه ..
نداء رحمة المندهشة ..تدخُّل عزيز الغاضب ..صياح ماسة الراجي ..كل هذا لم ينجح في إطفاء جحيم الغضب التي اشتعلت وسط غابات زيتونه ..

وأخيراً ..صرخة!!
صرخة طويلة ..طويلة جداً بدت وكأنها لن تنقطع !!
هي وحدها ما جعلت أنامل عاصي تتجمد وكأنما سكبت ثلوجها فوق نيرانه !!
صرخة سند !!

_لا تفزع الطفل يا عاصي ..أرجوك ..أرجوك !!

تهتف بها ماسة بحرقة وهي تدرك أن تماسكه الزائف منذ ذهبا إلى الصعيد انهار تحت وطأة أول ضغط إضافي..
بينما يلتفت هو أخيراً نحو سند الذي وقف منحنياً على نفسه مغطياً وجهه بكفيه وصرخاته العالية الرفيعة لا تكاد تنقطع ..
لتتسع عينا عاصي بانفعال ودقات قلبه تكاد تعوي بين ضلوعه !!
ورغم أن طفليه لم يكونا أفضل حالاً بكثير من سند لكنه ولأول مرة يشعر بأولوية تفوقهما !!
يترك جهاد ليهرع نحو الصغير محاولاً تهدئته شاعراً بوزر جديد يضاف لقائمة أوزاره ..
لكن الصغير كان ينتفض كمن أصابه مس !!
تحاول ماسة تهدئته بدورها أو حتى إزاحة كفيه عن وجهه لكنه كان متشنجاً يصرخ بهياج وهو يتلوى محاولاً التخلص منهم جميعاً ..
قبل أن يبحّ صوته ليتحول صراخه إلى نشيج مكتوم ..
ثم يعود بعدها لصمته الطويل الذي اعتاده إنما غارقاً بفيض دموعه هذه المرة !
======
*بنفسجي*
======
تقف ديمة أمام مرآة "أشباحها" كالعادة بين شبح هالة الأبيض معرضاً عنها عاتباً وشبح غازي الأسود يناظرها بغلّ شامت ..
وشبحها هي الأرجواني بين زرقة بحر ..وحمرة دم !

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Where stories live. Discover now