🍁الخاتمة/ج3🍁

5.7K 248 82
                                    


الجزء الاخير من الخاتمة
*********

*برتقالي*
======
نسمع احلى هلهوله * للغالي الحلو طوله
الف مبروك كولوله * الف مبروك يالغالي
الليله ايدك محنايه * جبيره فرحتك هايه
هيل وطش بالولايه * هيبه ووجهك يلالي
العبلك جوله وما اقصر * اله اركصلك ركص يعور
ركص عمارة اركصلك حالف * يل كاعد بالكوشه منور
***
هيبه والنبي يحرسك * فرح ما ينوصف عرسك
منور يا بعد كلبي * هلا بيك وهلا بحسك
فرحنا وكلمن يودنه * يجينا ويكعد بسدنا
غير الفرحه ما عدنا * الليله زفت الغالي
اوكفلك يالزين معزب * ما خايف من واحد يعتب

الكلمات الشهيرة للأغنية العراقية تصدح في المكان الذي تهيأ لاستقبال العدد الضخم من الحضور في حفل استثنائي بمكانه.. وروعته!

_لأجلك كسر السندباد سفينته.. فصرتِ مرفأه و شاطئه وكل وطنه.

يقولها يحيى الذي ارتدى بدلة عرسه البيضاء وذراعاه يطوقان جسدها على شاطئ المكان الساحر الذي ضمهما بدفء غريب في ذاك الوقت من العصر..
فتلتفت نحوه مبهورة بقولها :
_لم أصدق وأنت تقول أنك ستقيم لي عرسي في (فينسيا الشرق) أن المكان حقاَ بهذا الجمال!
كانت ترتدي ثوب عرسها الذي أصر يحيى أن يكون مختلفاً تماماَ في تصميمه عن ذاك الذي حضرت به عرسهما في قصر الرفاعي..
بطراز شديد البساطة دون اتساع مبالغ فيه..بلون كريميّ تموج تطريزه الهادئ بخيوط رفيعة من أفتح درجات البرتقالي بشكل متعرج مائل فيما بدا لكليهما فقط - وكأنهما يريان بنفس العين - كموج بحر ساعة غروب.

الأهوار العراقية.. فينيسيا الشرق كما يسمونها..جزر من القرى العائمة والممرات المائية..

_(لو يعطوني مليار ما أترك الأهوار)! كنت أسمعها صغيراً من هؤلاء الذين يعودون من هذا المكان يتندرون بجماله فلم أفهمها سوى الأن.. المكان كما ترين هو مجموعة من المسطحات المائية التي التي تغطي الأراضي المنخفضة الواقعة جنوب السهل الرسوبي العراقي.. قديماَ أسموها (البطائح) لأن المياه تبطحت فيها أي سالت واتسعت..

يقولها يحيى ثم يشير حوله قائلاً :
_الناس هنا يبنون بيوتهم عائمة فوق الماء.. البيت العائم يسمونه (الصريفة) يبنونه من باقات القصب يغرز بعضها حتى تتكون المساحة المطلوبة دون استعمال مسمار أو اي مادة حديدية .. ثم يحيطونها بسياج قوي من القصب للحفاظ عليها من الانجراف.. الأجمل أنهم يجعلونها باتجاه القبلة حتى تصبح بيوت القرية كلها ذات نسق واحد.. وعلى مر السنين تتحول الجزر العائمة لأخرى ثابتة وينتقل الأهالي من بيت لبيت عبر زوارق كهذه التي ترينها يسمونها (المشاحيف)..

تلتفت حولها بالمزيد من الإعجاب من سحر المكان الدافئ الذي جمع البساطة بالفخامة.. دفء الريف مع حسن تنسيق المدن..

كانت تقف أمام واحدة من (المضايف) التي أعدها يحيى للعرس..
والتي تضافر بناؤها من القصب المتين مع زهور الياسمين التي أصر هو أن يزين بها الفراغات.. لتبدو في غاية الجمال والحميمية..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 18, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Where stories live. Discover now