❣اقتباس من الفصل الواحد والثلاثون❣

3K 116 9
                                    



السلام عليكم
موعدنا اليوم مع اقتباس من الفصل الواحد والثلاثون
على أن يتم عرضه كاملا الأسبوع المقبل في موعده باذن الله

***'***

_طيف!
يهتف بها يحيى بمزيج غريب من ارتياح وغضب وقد أصابت رصاصة طيف مسدس عدي لتسقطه أرضاً وتخدش كفه فيطلق صرخة ألم وهو يلتفت نحوها..
ليس وحده!
العيون كلها تلتفت إليها فتلتوي شفتاها بشبه ابتسامة وهي تطلق شهقتها الساخرة المكتومة المميزة مع قولها :
_لا حاجة للقول أنني قد جئت في الوقت المناسب!سأعتبرها طلقة صائبة فلم يكن الوقت كافياً كي أكمل دروس الرماية مع أخي في الصعيد.

يرمقها يحيى بنظرة ساخطة متوعدة وقد زأر وجهه بانفعالاته قبل أن يتحول اهتمامه إلى شجون فاقدة الوعي.. لكن استبرق كانت أول من تحكم في دفة الأمور كالعادة وهي تنحني لتجلس على ركبتيها أمام شجون تضمها لصدرها بحنان زائف وهي تربت على وجنتها برفق هاتفة بين دموعها :
_أفيقي حبيبتي! يالله!! كأنما تنقصنا المصائب!!

تندفع سراب كذلك لتجلس مثلها وهي تمسد كف أمها البارد بين صرخاتها الملتاعة.. تهرع لتحضر زجاجة عطر قريبة تعود بها لتعاود محاولتها مع أمها فتتململ الأخيرة في رقدتها لتبدو على وشك الإفاقة..
هنا تنطلق الصيحات المستنكرة التي تتحرر أخيراً من الحضور وقد اطمأنوا نوعاً ما على المرأة ليستعيدوا صدمتهم بما صرح به يحيى لتوه..
والذي وقف لاهث الأنفاس محمر الوجه أمام هجومهم الناري يناظرهم بعينين ضائعتين لا يصدق أنه أخيراً فتح باب الجحيم!!

_كفى!
صيحة استبرق العالية توقف اللغط فتتطلع إليها العيون بما فيها عينا شجون التي استعادت وعيها..
فتقف الأولى مكانها لتتوجه نحو يحيى فتناظره بعينين جامدتين تناقضان الحرارة المشتعلة المنبعثة من آدائها التمثيلي وهي ترجه بين ذراعيها هاتفة بصوت متحشرج:
_منذ زمن وأنا أكذب ظني فيك.. أخفي عن نفسي قبل الجميع مصيبتي في وحيدي.. لم أتوقع أبداً أن يصل مرضك هذا الحد.. حد أن تقذفني في شرفي!!

يتعالى اللغط من جديد لتهتف سراب بدهشة :
_أي مرض؟!
_يحيى.. يالله!! كيف أقولها؟! كيف أجبرتني أن أعترف بها؟!! كيف وقد عشت العمر أستر عورة مرضك لتأتي اليوم وتفضحني!!

انهيارها العاطفي في هذه اللحظة وهي ترجه بين ذراعيها كان حقيقياً وإن اختلفت أسبابه المعلنة..
هي فقدت ابنها!
فقدته بلا رجعة!
فلتمضِ في خطتها إذن للنهاية.. فقط لتتنعم بعناق أخير!!

تضمه لصدرها بقوة مستغلة صدمته لتردف بين دموعها الصاخبة :
_الأطباء صارحوني منذ زمن بعيد .. منذ تلك الفترة التي أصبتَ فيها باكتئاب حاد عقب وفاة والدك.. أو - بالأدق- ما أعلنت أنا عنه أنه مجرد اكتئاب . . أخبروني أنك قد تنتكس في أي لحظة تحت أي ضغط ليتحول الأمر لما هو أكثر خطورة.. لكنني لم أصدقهم..كتمتها في صدري وأنا أدعو الله أن تخيب ظنونهم ويخطئ تشخيصهم.. هذا هو السبب الحقيقي لرفض عمك تزويجك بابنته.. خاف أن يكون الأمر له سبب وراثي فيزيد زواجكما من فرصة ظهوره في الأبناء بحكم كونكما أقارب.. عرفت لماذا رفض عمك تزويجك بابنته؟!

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Where stories live. Discover now