🧡الطيف الثامن والأربعون🧡

4.6K 182 11
                                    


الطيف الثامن والأربعون:

=======

*أحمر*

=======


_أنت حقا هنا؟! أخاف أن ألمسك فتختفي كما يختفي كل شيء جميل تظن أناملي أنها يمكنها عناقه.

كانت هذه أول كلمات وجدتها تترنح على شفتيها وكفها الحر يتحرك بالفعل كأنه يهم بلمسه قبل أن يتوقف في الهواء..!

يضطرب قلبه بين ضلوعه وهو يشاركها (اللهفة) لكنه يبقى على حاله مكتفاً جسده بذراعيه فتعود لتفعل المثل..
كأن كليهما الآن مقيد بقيد غير مرئي لكنه يكفي ليمنع كل منهما عن صاحبه!

_لماذا عدت تكرر الوعد القديم؟! هذه ليست هيئة رجل يجدد عهده إنما يريد أن يتحلل منه..

لا تزال نبرتها الحنون (الخبيرة بتفاصيله) تقصف حصونه فلا يملك لها ردعاً..

يكتفي بالاستماع لها وقد سقطت على وجهها إضاءة عمود الكهرباء القريب ليبدو وجهها واضحاَ منيراً فيما جعله وضعه في وضع معتم لا يبدو من وجهه سوى مجرد ظل!

_تشعر بالذنب ؟! الوعد الوحيد الذي قطعته في حياتك وتعجز عن الوفاء به؟! تشعر بالغربة؟! أبي ربيع وهبة والحرافيش ولا أبالغ لو قلت الجميع صاروا يتفهمونني.. يقتربون مني.. فيما تبقى أنت بعيداً لا تفهم كيف فعلوها ولازلت انت واقفاً مكانك؟!

كلماتها تزلزله مكانه..
كل حرف في موضعه يملأ خانة.. يفتح جرحاً.. يعري ذنباً..
فلا يملك سوى الصمت!

بينما يراها لا تزال تنظر أمامها متحاشية النظر إليه لتردف بنبرة مجروحة لكنها لم تفقد قوتها:
_لو كنت جئت لأحلك من هذا الوعد الصعب فأنا أفعل.. أرِحْ ضميرك المثقل.. أعرف كيف يفكر من مثلك.. كيف تبدو أتفه الخطايا جرائم في نظره..فما بالك بما فعلته انا؟!

تقولها لتلتفت نحوه غارسة نظراتها في عينيه :
_كنت محقاً يوم قلت أنك منحت وعدك ل(سمرا).. سمرا أخرى قد ماتت.
_يوماً ما ظننته أسهل وعد أمنحه.. لم أكن أعرف أن الوفاء به يساوي كل هذا الثمن.

نبرته الجامدة غارقة في مرارة جرحه فتدمع عيناها وهي ترد بنفس النبرة القوية وهي تشير حولها :
_الأمر بسيط.. لو كنت تجد هنا الآن بقايا من (سمرا) التي منحتها وعدك.. فابقَ ونفذ ما تيسر من وعدك.. ولو لا تجد فارحل غير نادم ولا مُلام!

ينظر خلفهما لأسوار البيت التي بدت في الظلمة النسبية للمكان كأنها وحوش تغرس مخالبها في أنيابه..
لقد قضى الساعة السابقة كلها يدور حول البيت يريد الدخول لكنه عجز عن فعلها!!
لهذا لم يصدق عينيه وهو يراها هي تغادره لتجلس هنا!
تماماً كما ظن.. لن يجمعهما أبداً بيت الصباحي!
الصراع داخله يجعل الدماء تفور في عروقه وهو متردد بين أن يرحل أو أن يبقى..
كيف يسمع؟!
كيف يلج هذا الباب الخادع؟!
هل يمنحها فرصة الكذب من جديد؟!

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Where stories live. Discover now