🍃الخاتمة/ج2🍃

4K 183 20
                                    

الجزء الثاني من الخاتمة...

********

*أخضر*

======

_لم تطرديني هذه المرة!

تقولها عزة بصبر امتزج بالرضا وهي تدخل غرفة هيام في شقة الأخيرة والتي تحسست طرف فراشها بذراعها السليم ببطء بينما تشيح بوجهها عن شقيقتها كأنها لا تزال لا تتقبل حضورها..
أسابيع طويلة مضت وعزة مثابرة في الحضور رغم عنف هيام الذي أخذ في الفتور يوماً بعد يوم..
فالتقطت عزة طرف الخيط كما نصحها إيهاب لتأخذ دورها في الاقتراب.. في الاحتواء..
تماماً كما الآن وهي تتقدم من فراش شقيقتها لتجلس جوارها قائلة :
_أعددت لك صينية البطاطس كما تحبينها..رشة بسيطة من القرفة تعطيها الطعم المميز كما علمتِني في صغري.. تذكرين؟!

تدمع عينا هيام كأن الكلام مسّ جانباَ هشاَ في طبيعتها الصخرية لكن عزة كانت تفهم نقطة ضعف شقيقتها فيما يخص طفولتهما..
لهذا استمرت في الطرق على نفس الباب :
_أنتِ من جعلتني أحب الطهي.. في صغرنا كنت أراكِ كالساحرة.. تدخلين المطبخ بأشياء بسيطة في يدك ثم تشعلين النار فتخرجين بالطعام الشهي الذي أحبه.. تعلمين؟! بعد كل هذه السنوات.. وبعد شهرتي بمهارتي في الطبخ التي يحكون عنها لازلت لا أجد غضاضة أن أعترف.. أن طعامك وقتها كان ألذ طعام أكلته في حياتي.. لم ينافسه في قلبي مذاق أي أكل.

خيطان رفيعان من الدموع يسيلان فوق وجنتي هيام وهي تسمع شقيقتها تردف بحرارة أكبر :
_لازلت اذكر في صغرنا عندما كانت تشتد برودة الجو فتتركينني في الفراش لتركضي نحو الموقد تحضرين لي الفطائر الساخنة.. أو عندما كانت تشتد حرارته فتجمدين لي عصير الليمون لتقنعيني أنه نوع من المثلجات.. طالما كنتِ تجيدين الاعتناء بي..
ثم تصمت لحظة لتردف ببعض العتب الذي امتزج بامتنانها :
_في صغرنا.

هنا تلتفت نحوها هيام.. ملامحها تصرخ بغضب ظاهر لم يلبث أن استحال لحزن هادر أظلمت معه ملامحها تماماَ وجعل عزة تشعر بالإشفاق نحوها اكثر لتضم كفها بين راحتيها هي مردفة :
_لا ازال اذكر عندما كنت طفلة وكنت تصرين ان انام في حضنك.. في عز الحر.. اقول لك اني اختنق.. لكنك كنت تحتملين.. كنت اتضايق لكنني لم اكن ادرك وقتها انك كنت تحمينني.. حتي لو اختنقنا معا.. تماما كما فعلتِ حين تعمدتِ دفعي للزواج من راغب.. طالما كانت هذه طريقتك في التعبير عن حبك لي.. طالما رغبتِ في حمايتي حتى ولو آذيتِنا معاً.. تخونكِ الطريقة كثيراً لكن..

تصمت بعدها محاولة ابتلاع ما بقي من عتابها لتردف بما تظنه الآن الأهم :
_أنا شقيقتك.. مهما فرقت بيننا الأيام والظروف والمشاكل لن تتغير هذه الحقيقة أبداً.. أنتِ آذيتِني كثيراً.. ضربتِني من حيث لم أتوقع الضربة أبداً.. لكنني أثق أنك لم تكوني تريدين لي إلا الخير كما صوره لك عقلك.

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu