💙الفصل التاسع والأربعون💙

5.6K 229 53
                                    



الطيف التاسع والأربعون

========

*أحمر*

========

_لازال حياً!

تهتف بها هبة بفرحة وهي تستمع ليسرا التي جلست معها في حديقة قصر الصباحي.. والتي قالت بصراحة:
_كان متهماَ بالانضمام لتنظيم إرهابي.. لفقوا موته كي يخدعوهم ويمنعوهم من إيذائه خاصة وقد أعلن استعداده للاعتراف بكل ما يعلمه وهو ما سيحسن وضعه كثيراَ في القضية.. لكنه سيبقى في السجن فترة على أي حال.

تتلون ملامح هبة بين ارتياح لكونه لا يزال حياَ وضيق مما عرفته تتمتم :
_تنظيم إرهابي؟! لهذه الدرجة؟!
فتربت يسرا على كتفها قائلة :
_ربما لو كنت أنا واحدة أخرى لشاركتك الحكم السيئ عليه لكنني صرت أوقن أن الواقف على البر لا يمكنه أبداً الحكم على من يصارع الموج.
_ابن (أبلة خديجة) الست الناظرة مجرم؟!
تتمتم بها هبة ولا تزال تحت تأثير صدمتها فترد يسرا بشرود وهي تراقب العمال الذين يعملون على قدم وساق في واجهة البيت :
_بالله لا تحكمي بهذه الطريقة.. تعلمي شيئاً من قصتي.
_أمركِ مختلف!
تقولها هبة بعناد وهي تعدل وضع نظارتها فوق أنفها..
تهز كتفيها لتنفض عنها مشاعرها المختلطة قائلة بصوت مرتجف:
_أظنني هكذا قد انتهيت من قصته.. هداه الله لأمه وفك سجنه!

_تذكرينني بإبراهيم!
تتمتم بها يسرا بابتسامة عاتبة فتتجاوز هبة الحديث متعمدة وهي تشير للعمال حولهما قائلة :
_هل تجرين تعديلات في البيت؟!
_نعم.. تعديلات.. بسيطة.
تقولها يسرا بغموض وابتسامة هادئة تعرف طريقها لشفتيها..
ابتسامة تبدو وكأنها تنبع من قلبها حقاً!
هاهي ذي لم تجد الطريق فحسب بل صارت تركض فيه ركضاَ مسترشدة بضيّ قلبها..
ضي يبزغ من إيمان.. ويقين.. ورغبة عارمة في السعي!

_سامي!
تفتح له ذراعيها وهي تراه قادماً من بعيد مع سندس حيث يقيمان في الملحق الخارجي للبيت مؤقتاً حتى ينتهي العمال من عملهم..
_شفيت ذراعك..صرتِ قادرة على ان تحتضينني بكلتا ذراعيكِ!

يقولها الصغير بمرح وهو يعانقها فتضحك وهي تقبل وجنتيه قائلة:
_بل بقلبي.. دوماَ أعانقك بقلبي!
_ياللدلال!!
تقولها سندس بضحكة رائقة وهي تقبل رأس يسرا التي جذبت ذراعها برفق لتجلسها جوارها قائلة :
_تعالي وخذي نصيبك من الدلال يا طويلة اللسان!

ترمقهم هبة بنظرة راضية وهي تشعر أن يسرا وجدت عائلة حقيقية.. وكذلك سندس وشقيقها!!
سبحان من يدبر الأمر فقضى بحكمه أن يجعل لكل منهما حاجة عند الآخر..

_آه كدت أنسى! خالي ربيع يرسل لك هذه..
تقولها هبة وهي تستخرج من حقيبتها الكبيرة حزمة نعناع خضراء.. فتضحك سندس وهي تشير حولها قائلة :
_وهل تحتاج وسط الجنة هذه لحزمة نعناع؟!
تخبطها يسرا على مؤخرة رأسها بخفة زاجرة لتهتف بحرارة :
_هدية ابي تساوي الدنيا كلها!
_طيب! سأعد أنا الشاي.. لا.. لا.. بل أجلس مستريحة وأنتظر الخادمة.
تهتف بها سندس باسترخاء وهي تعود بظهرها للخلف في كرسيها لتهتف هبة مستنكرة :
_قومي يا بنت! صدقتِ نفسك؟!
_من يجد الدلال ولا يتدلل يكون سفيهاَ..
تقولها سندس بنفس المرح وهي تتمطأ مكانها فيقفز سامي ليقف على قدميه قائلاَ :
_انا سأعد الشاي.
يركض نحو الداخل فتركض سندس خلفه هاتفة :
_تعال يا ولد.. قد تكسر شيئاَ.

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Where stories live. Discover now