💜الطيف السادس عشر💜

4.1K 159 7
                                    



الطيف السادس عشر:
======
*بنفسجي*
======
_ديمة!
الهتاف الحاد خلفها يجفلها فتقبض كفها بسرعة وهي تلتفت نحوه ..
أديم!!
ما الذي جاء به إلى هنا؟!
هو يراقبها حقاً !!
نظراته العاصفة تبدو لها كسياط تجلدها فتغطي وجهها بذراعيها بتلك الحركة الدفاعية هاتفة ب"وجهها الأزرق":
_لا تؤذني! لا تؤذني ! لم أكن سأفعل شيئاّ..صدقني.

لكنه يجذبها من مرفقها ليخرج بها من الغرفة فيتحول هتافها لنشيج خافت وهي ترتجف بين ذراعيه :
_لم أفعل شيئاً ..لم أفعل شيئاً .

_بالطبع لم تفعلي شيئاً ! أنتِ أجبن من أن تفعلي شيئاً !
بصوت غازي تسمعها فتنفصل المرئيات عن عينيها ..
الكون كله يتحول لسطح مرآة عريض تحتله أشباحها ..
ولايزال صوت غازي الساخر يصفعها :
_من تظنين نفسك ؟! من مثلك قمامة خُلقت لتدوسها الأقدام! دعي الانتقام لمن يجيده !

صفعته تهوي على وجهها فتصرخ ..
تستنجد بشبح هالة الأبيض لكنها لا تزال تعرض عنها عاتبة ..
بينما شبحها هي الأرجواني يرمقها بنظرة آسفة مكتفياّ بوقفته الصامتة ..
فيقترب شبح غازي ليصفعها من جديد ..
صفعة خلف صفعة ..
صرخة خلف صرخة !!

_ما الذي يحدث؟!
صوت حسام يبدو وكأنه يكسر "مرآتها" لتعود لوعيها فجأة ..
فترمقه بهذه النظرة المرتعبة التي تجد صداها في صدره !!


يحاول تخليصها من قبضة أديم المحكمة على مرفقها لكن أديم يتشبث بها هاتفاً بصرامة :
_أخبرتك أن تبتعد عنها !
فيكز حسام على أسنانه بقوة وهو ينقل بصره بينهما بتفحص ..
لكن مشهد ديمة الباكية بهذه النظرة المرتعبة لا يدع له المزيد من التفكير فيجذبها بقوة لا تنقصه ليزيحها خلف ظهره قبل أن يواجه أديم بنظراته الصقرية قائلاً :
_وأنا أخبرتك أنني لست الرجل الذي يتلقى الأوامر!

يحمر وجه أديم بانفعال طاغٍ وهو يكاد يفقد أعصابه !!
كل هذا الضغط الذي عاشه طوال الأيام السابقة لا يدع له مجالاً للراحة ..
وهاهي ذي ديمة تزيد الضغط عليه بإصرارها على المضي في هذا الطريق !!
كيف يساعدها دون أن يفضح مخططها؟!
دون أن يهددها بخطر من نوع آخر؟!
كيف يحميها من شر نفسها وهي تصر على إبعاده ؟!
وكيف يضمن أن يكون موجوداّ كل مرة كي ينقذها من ورطة كهذه التي أوشكت أن تضع نفسها فيها ؟!

_اتركها ترحل يا حسام واعتنِ بأمك ..أنا سأوصلها.
يقولها صارماً محاولاً تمالك غضبه لكن ديمة تهتف باكية من خلف ظهر حسام :
_لا! لن أرحل معك .
_ديمة ! لا تجعليني أفقد صبري وإلا ..
يهتف بها أديم بحدة وقد انفلتت كل انفعالاته من عقالها ليحاول سحبها قسراً نحوه لكن حسام يدفعه ببعض العنف كي يبعده عنها هاتفاً ببرود قاسٍ:
_ماذا تفعل هنا أصلاً؟!

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Where stories live. Discover now