❤️الطيف السادس والثلاثون❤️

5.4K 207 32
                                    



الطيف السادس والثلاثون
=====
*أحمر*
=====
هل جربت أن تلتقي أبشع كوابيسك وجهاً لوجه؟!
أن ترى الخنجر يهوي داخلك لينهش روحك.. فتوقن أنه لن يخرج إلا بكليهما!
هكذا كانت تشعر وهي ترى سمرا وجهاً لوجه..

نظرة واحدة قصيرة لسمرا تلتها نظرة طويلة لعينيه..
سؤال.. رجاء.. خوف يفضح المزيد من التمادي في الكذب.. استكشاف لعله لا يزال هناك المزيد من الأمل..

يتحشرج صوتها حد الهمس:
_من.. من هذه؟!

صوته لم يكن أفضل منها حالاً وجمود وجهه يبدو قشرة زائفة لبركان خامد يوشك أن يقذف حممه :
_هذا ما قضيت الساعات السابقة أحاول معرفته..

يقولها بنفس النبرة وهو - بالكاد - يستعيد تفاصيل الساعات الماضية بعدما رأى صورتها عند حسام:

_يسرا الصباحي؟! ابنة رفعت الصباحي؟!

سأل إبراهيم حسام بعينين زائغتين وهو يستعيد ذكرى تلك المرة التي اصطحب فيها سمرا "كما عرفها" لبيت الصباحي ليجيب حسام وهو يتبادل مع فهد نظرة حائرة:
_لماذا تتعجب هكذا؟! هل تعرفها؟!

ارتجف جسد إبراهيم وهو يهز رأسه نفياً برفض للحظات قبل أن تمتد أنامله بسرعة ليختطف الألبوم فيطالع الصورة بتفحص..
هي..
هي..
لن يخطئ التعرف إليها...
عيناها.. أنفها..ذقنها.. عنقها..
بل.. هذه التفاصيل الدقيقة لجسدها التي لن يخطئها رجل في زوجته خاصة وهي مكشوفة الجسد هكذا في ثوبها عاري الكتفين..
ينتزع الصورة من مكانها بعنف ليهتف بجنون ثائر وهو يخفي الصورة في صدره كأن وحش غيرته غلب صدمته وهو يردد بما بدا كالهذيان:
_مستحيل! مستحيل! هذه زوجتي أنا!

النظرات المصدومة تعرف طريقها بين حسام وفهد ليتردد الأخير قليلاً قبل أن يقول محاولاً تهدئة هذا الثائر أمامه:
_عفواً! حسام محق! لعله مجرد تشابه! "يخلق من الشبه أربعين" كما يقولون.. هذه في الصورة يسرا الصباحي.. يمكنني تأكيد هذا لأنها كانت زوجتي أنا الآخر!

تكاد عينيه تخرجان من محجريهما وهو ينقل بصره بينهما بذهول ليتنحنح فهد مردفاً :
_أعرف أنها قصة غريبة فحسام صديقي المقرب منذ سنوات وقد تزوجتها بعد طلاقها منه.. لكن لا أظن هذا كله يعنيك فالحكاية تبدو مجرد تشابه.

_مجنونان.. أنتما مجنونان.. هذه زوجتي.. زوجتي.. سمرا زوجتي..

يصرخ بها إبراهيم بفزع صار من الغضب أقرب وهو يهرع نحو الباب كي يخرج متجاهلاً نداءات حسام الذي هتف بفهد وهو يلحق به :
_أوقف ذاك المجنون.. لا تدعه يغادر هكذا!

يركض كلاهما خلفه لكن إبراهيم المصدوم يتعثر في خطواته على الدرج فيسقط مكانه..
يرعبه شعوره بأنه يسقط.. ويرعبه خوفه من الحقيقة أكثر..
يتشبث بسور الدرج بأنامله المرتجفة يتحسس الأرض تحته كأنه يبحث عن التوازن..
وأنّى له هذا؟!
خفقاته تتسارع بعبث وهو يخشى تصديق الإشارات التي كان يرسلها إليه عقله..
شعوره بل شعور الجميع طوال الأيام السابقة أنها تخفي عنهم شيئاً..
ذهابها ذاك اليوم لبيت الصباحي..
فهمها وقتها أنها مجرد طلب مساعدة من صديقة كما أخبرته..
والآن ؟!
رعبها من رؤية جنة.. بل من مجرد ذكر سيرتها..
كان يفهمها غيرة.. والآن ؟!
اختباؤها في غرفة هبة ذاك اليوم الذي خرج فيه مع ربيع من السجن وقد صحبه فهد وجنة للحي وتعجب الجميع من غيابها وقتها..
كان يبرر هذا وقتها بخجلها.. والآن ؟!
اتصال حسام القريب وكيف كانت مرعوبة بين ذراعيه..
كان يبرره وقتها بخوفها عليه.. والآن؟!
الآن!!
الآن!!

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Where stories live. Discover now