💗الطيف الخامس والأربعون/ج1💗

3.7K 232 15
                                    


الجزء الأول من الطيف الخامس والأربعون

*******

=======

*نيلي*

=======

*ألمانيا..

_السلام عليكم ورحمة الله.. السلام عليكم ورحمة الله.
يختم بها جهاد صلاته بها في غرفتها بالمركز ثم يلتفت خلفه ليلتقط أحد كفيها براحتيه، ثم يمسح على رأسها بالآخر قائلاً بحنان :
_أعوذ بالله العظيم الذي رزقني حبك من أن يسوءني فيك.

تبتسم لتتورد وجنتاها اللتان عادتا لبعض رونقهما فيضمها لصدره في جلسته.. يقبل جبينها ليهمس بشرود :
_تعرفين فيما أفكر؟!
تهمهم مستفسرة ليرد بتنهيدة حارة :
_بعد أن تُشفيْ تماماَ ونخرج من هنا.. أريد نقيم حفل زفافنا في فلسطين.. لم يتبقّ لي هناك من أهلي أحد.. لكن كلهم هناك أهلي.. تبدأ عائلتنا الصغيرة من هناك.. فتكون دوماَ فلسطين هي (النواة) التي يتبعها كل مدار.
تتسع ابتسامتها للأمل الذي ظلل حروفه وهي ترفع عينيها إليه..
لم تعد تخاف (الأمل).. بل صارت تعتنقه!
ربما لهذا ذهبت أحلامها أبعد وهي تشرد ببصرها مثله هامسة:
_وتكون لنا طفلة زرقاء العينين مثلك.. نسميها (قدس) فتكبر أمام عيوننا حتى ترزق بطفلة تسميها (قدس) أيضاَ فتوصي بها ابنتها كذلك. . يبقى الاسم في نسلنا فلا يندثر ولا ينسى.. حتى تعود لنا بإذن الله.
تدمع عيناه بفخر وهو يضمها إليه برفق أكثر هامساَ :
_كيف يمكن أن تتشابه أحلامنا إلى هذا الحد؟!
_فقط عندما تمتزج القلوب.. تنصهر الأرواح..تذوب الفوارق..يتحد المصير.. فما العجب لو تشابهت الأحلام؟!

يقبل وجنتها بعمق عاطفته لينهض ويوقفها معه..
فتردف برضا:
_بروفيسور (روبرت) كان محقاَ بشان التقنية الجديدة في العلاج.. ورغم أنني أتحسن لكن لا تزال هناك نسبة كبيرة في الانتكاسة..ومع هذا صرت أوقن أن رحمة الله التي ظللتني طوال هذه الأيام لن يُكشَف سترها عني.
_ونعم بالله.
يقولها بيقين وهو يهم بإكمال المزيد لولا سماعه رنين هاتفه..
ينعقد حاجباه بشدة وهو يميز اسم المتصل..
"يولاند"!

يفتح الاتصال بسرعة ليصله صوتها.. مشتتاً كما لم يسمعه من قبل..
يستمع قليلاً لتتسع عيناه بصدمة قبل أن تغلق يولاند الاتصال..

يحاول الاتصال بها لاحقاَ تحت نظرات زهرة القلقة لكنها كانت قد أغلقت الهاتف..

_ماذا حدث؟!
تسأله زهرة بجزع وهي تميز احمرار وجهه المنفعل وأنامله المرتجفة بينما يتمتم بذهول:
_ريان! قتل زوجته! هو الآن في السجن!

تشهق متفاجئة بينما هو يحاول الاتصال بيولاند من جديد دون جدوى فيلقي الهاتف جانباَ هاتفاً بسخط:
_تلك الحمقاء تظن نفسها ستهنأ بالانتقام منه.. ريان قتل زوجته لأنه ضبطها تخونه مع أحدهم.. لم تكن علاقة مباشرة لكنها كانت عبر الانترنت.. المصيبة ان لا أحد يعلم السبب.. الجيران سمعوا صراخها ليستدعوا الشرطة التي ضبطته وقتها.. لا شيء يثبت حديثه عن خيانتها.. تباَ!! تباً!! لا أحد يمكنه تخفيف العقوبة عنه الآن سوى يولاند.. هي وحدها من يمكنها الشهادة بما حدث.. لكنها بالطبع لن تفعل.. صحيح أنها لم تتوقع ان يصل انتقامها منه إلى هذا الحد.. لكنها كذلك لن تتحرك خطوة لتساعده.. يالله!! ماذا فعل هذان الغبيان بنفسيهما؟!!

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Where stories live. Discover now