💜الطيف الثامن عشر💜

4.1K 170 5
                                    



الطيف الثامن عشر
=====

*بنفسجي*
======
_أنا معكِ ولن أسمح لأحد أن يؤذيكِ ..أنا معكِ في كل ما تريدين ..أنا معكِ في كل ما تختارين ..قريباً تكسبين القضية ويكون لك مالك الخاص ..يمكنك بدء مشروع صغير يناسبك ..أو لعلك تريدين إكمال تعليمك ..أو ربما ترغبين في العودة لبلدك ..لا تزال السبل كلها مفتوحة أمامك ..لا داعي لكل هذا الخوف والدموع .

تتذكرها ديمة بصوت حسام أمام مرآتها التي أصلحها عاصي الرفاعي بعدما أخبرته ماسة ..
وليته يستطيع أن يصلح -داخلها- كل المرايا!!

تتذكرها فيرتجف جسدها بخوف وهي تخشى مواجهة شبح هالة هذه المرة ..
ربما لأن "وليد الذنب" يصرخ داخلها ..
هل توشك أن تتعاطف مع قاتلها ؟!
هل تصدق ذاك الاحتواء الذي كان يقطر بين حروفه ؟!
هل احتمت خلف ظهره حقاً من أديم فآواها؟!
"آواها"!!
الكلمة العجيبة تخز صدرها كأنها تذكرها بما فقدته ..
المأوى!
ومن سواها يدرك قيمته؟!

_ها! أضيفي إذن صفة الخيانة لبقية سماتك بعد الجبن والضعف وقلة العقل !

تصرخ صرخة خافتة وهي تسمعها بصوت شبح غازي الأسود ..
تشعر بلسعة صفعته على وجنتها ..
والأقسى ..على صفحة قلبها !!

_أليس هذا من كنتِ تدعين رغبتك في الانتقام منه لصديقتك ؟! رفعتِ رايتك البيضاء أمام كلماته المعسولة ؟! أو ربما غرتك وسامته ؟! قلتِ في نفسك تجربين الشاب كما جربتِ الكهل؟! جسدك الرخيص افتقد من ...

عيناها تتسعان بصدمة وسيل الكلمات البذيئة بمعناها الفاحش يصلها بوضوح ..
بمنتهى الوضوح كأنما يقولها بحق فلا تميز واقعاً من خيال ..!!
جسدها ينتفض برعدة حقيقية وهي تستعيد أقسى مشاهدها معه -وكلها قاسٍ! - في الفراش!

تئن بألم مغمضة عينيها وهي تضم ثيابها فوقها بقوة لعلها تقاوم شعورها بالعري ..بالانتهاك ..
لكن "الشبح الأسود" لايزال منجله يحصد رؤوس أفكارها فيلطخها بالدم ..

_لستِ خائنة ..لستِ فاشلة ..لستِ ضعيفة ..يوماً ما ستنتقمين ..ستنتزعين عباءة الألم هذه من فوق كتفيكِ فتلقينها على غيرك ..وقتها فقط ستصدقين أنك لست بالضعيفة ..وقتها ستقتلين غازي حقاً ..ستقتلينه داخلك وإن عجزتِ أن تقتليه أمام الناس .

شبحها الأرجواني يواجهها بها كأنه يمنحها بعضاً من سند ..
فتعاود فتح عينيها ليستمر ال"مدد الأرجواني":
_انتقمي ..جرحك لن يشفيه سوى القسوة ..شفاؤكِ أن تؤذي ..ساعتها ربما تستعيدين نفسك ..

_هالة ..هالة ..أين أنتِ؟! لماذا اختفيتِ؟!

تئن بها بوجع وهي تطارد سراب أشباحها عبر المرآة ..
شبح هالة لم يعد يأتيها عاتباً معرضاً ..
بل اختفى ..اختفى تماماً !!
_أنا أحتاجك ..عودي ..عودي ..هالة ..

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Where stories live. Discover now