💛الطيف الخامس عشر💛

5.6K 170 7
                                    



الطيف الخامس عشر :
======
*أصفر*
======
_نامت؟!
يهمس بها راغب -عقب عودته لبيته آخر اليوم -أمام فراش رُبَى الصغيرة التي بدت كملاك صغير بملامحها المستكينة لتشير له رؤى بسبابتها فوق فمها بحركة موحية قبل أن تسحبه من كفه لتخرج به من غرفة الصغيرة ..
تغلق بابها برفق ثم تلتفت نحوه بابتسامة عاشقة :
_تأخرت اليوم !
_العمل في الورشة اليوم كان فوق المعتاد .
يقولها بإرهاق لتقترب منه كي تعانقه لكنه يبتعد قائلاً ببعض الحرج :
_انتظري حتى أغتسل ..أشعر أن رائحتي لا تطاق .
لكنها تقترب أكثر لتغرس رأسها فوق صدره مطوقةً خصره بذراعيها :
_ليس أحب على أنفي من رائحة كهذه ..رائحة تعبك لأجلي ولأجل ابنتنا!

تهمس بها بصدق وهي تستعيد الأيام الخوالي ..
أيام كانت تقارن بساطة حاله هو بفخامة حال فهد الصاوي ..
تلك الأيام الأولى التي كانت تشمئز فيها من وضعه كصاحب ورشة في مقابل الحلم القديم بفهد الثري المعروف ..
قبل أن يدور الزمان دورته لتدرك أي هدية منحها إياها القدر برجل مثل هذا !!

_تبدين ضائقة المزاج !
يقولها وهو يرفع ذقنها نحوه لتسبل جفنيها قائلة :
_لا تشغل بالك .
_رؤى!
يقولها بإلحاح لتتفلت من بين ذراعيه هاتفة :
_اغتسل وبدّل ملابسك ريثما أجهز الطعام .

تقولها وهي تندفع نحو المطبخ لتشهق بخفة مع شعورها بقرصته على خصرها مع هتافه المرح:
_جهزي اعترافاتك ولا تظني نفسك قد هربتِ !

تضحك وهي تهز رأسها بينما تتابعه ببصرها يتوجه نحو الحمام القريب ..
لتتحول ضحكتها لتنهيدة ضائقة وهي تدلف لداخل المطبخ كي تعد له الطعام ..

_ما هذه؟!
يسألها وقد عاد ليتخذ مكانه فوق المائدة لترد وهي تجلس جواره :
_وصفة جديدة ! جربها!

يتناول منها واحدة ليلوكها في فمه ثم يغمغم باستمتاع:
_رائعة !

_كفتة بالسكر المكرمل ..وصفة من وصفات عزة رأيتها على شاشة التلفاز.

تضيق عيناه بتفحص ملاحظاً تغير نبرتها مع ذكر اسم عزة ثم يهمهم قائلاً :
_ماذا تخفين عني؟! هل عادت هيام تضايقك ؟!

تدمع عيناها دون رد فيعقد حاجبيه وهو ينتفض مكانه واقفاً بهتافه :
_هل عيرتك من جديد لأنكِ لم ترزقي بأطفال بعد ربى؟! أم بعمل شقيقتها مقابل اكتفائك أنتِ ببيتك ؟! هذه المرة لن أسكت ..لو لم يكن فهمي قادراً على السيطرة على زوجته ..فسأعرف كيف ..

لكنها تقاطعه وهي تقف بدورها هاتفة برجاء:
_اهدأ يا راغب ..أنا لم أقل شيئاً .
_إذن قولي!
يهتف بها ببعض الحدة فتحيط كتفيه بقبضتيها وهي تعيده لمقعده هاتفة :
_أكمل طعامك وسأخبرك ..فقط اهدأ!
_غير معقول! امرأة واحدة تسمم دم البيت كله !! حتى أمي وربى لم تسلما من لسانها ..لقد منعت أولادها من اللعب معها والصغيرة لا تكاد تكف عن البكاء ..ماذا فعلت أيضاً؟!

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن