💚الطيف الثامن والعشرون💚

3.9K 158 4
                                    



الطيف الثامن والعشرون
======
*أخضر*
=====
_هل انتهيتِ ؟!
يسألها إيهاب وهو يراها تحضر حقيبتها استعداداً للانتقال لبيت إياد لترد بابتسامة مصطنعة :
_كدت !

تعود لتنهمك فيما تفعله وهي تهرب بعينيها منه شاعرة بالاختناق ..
فمن تلوم إلا نفسها ؟!
هي التي عادت تلقي نفسها في بئر التنازلات هذه المرة لكنها لم تكن تملك خياراً آخر ..
هي خسرت عملها ونفسها وقبلهما شقيقتها ..
فهل تخسره هو الآخر ؟!

فيما يراقبها هو بنظرة آسفة وهو يشعر بالحزن الذي تخفيه ابتسامتها المصطنعة ..
يعرف أنها لم تكن لتوافق على وضع كهذا إلا لأجله ..
هو منحها حرية الاختيار للمرة الثانية ..فاختارته أيضاً !
لماذا إذن يشعر بكل هذا الذنب نحوها ؟!

تنقطع أفكاره وهو يراها تتناول ملابسها من الخزانة فتقع عيناه على قمصان نومها التي لم ترتدها منذ زواجهما ..
وكذلك فعلت هي وأناملها تتلكأ عليها للحظة ..
لحظة واحدة لكنها كانت كافية لتطعنها هي بنصل الشك في أنوثتها وهي تحمل نفسها مسئولية فشله..
وتطعنه هو بنصل شعوره بالنقص والذي يزداد تضخماً بينهما كلما مرت الأيام ..
صحيح أنه لم يحاول أن يعيد الكرة من يومها مخافة أن يفشل من جديد -فلا تزال ذكري ليلة الزفاف بينهما - لكنه يوقن أن السد بينهما يزداد ضخامة خاصة وهي الأخرى لا تحاول الاقتراب مكتفية بصداقتهما المزعومة .

كلاهما واقف مكانه ينتظر خطوة الآخر فلا يجد أيهما بغيته !!

يزفر بضيق وهو يراها تتجاوز قمصان نومها دون أن تمسها فتلتفت نحوه تسأله بقلق:
_ماذا حدث ؟! لماذا تزفر هكذا ؟!

لكنه هو الآخر يتصنع ابتسامة وهو يتشاغل بالنظر في هاتفه قائلاً:
_لا شيء .

لكنها تغلق الحقيبة علي ما فيها لتتوجه نحوه قائلة :
_أنت تخشى الإقامة مع إياد في بيت واحد ؟!
_لا ! طريق الصفح معه لا يزال طويلاً لكنني مستعد للمضي فيه لآخره ..يجب أن يشعر برغبتنا الصادقة في وجوده معنا ..هذا أقل حقوقه .

يقولها ببساطة خادعة مرتدياً قناع "الفاجومي" ليردف وهو يرفع الهاتف ليلتقط لهما صورة مع حقيبة سفرها :
_ستفيدنا لقطة كهذه عندما نتحدث عن "دعم العائلة" لي.."خوخة" تقول إن بيت إياد شديد الفخامة ..يمكننا التصوير فيه كذلك ..لقطاتٌ كهذه ستكون عالية المشاهدات ..رأيتِ عدد المشاركات للفيديو القصير الذي شاركتِه على صفحتك بالأمس ونحن معاً في صالة الألعاب الرياضية ؟! تعلمين أن صاحب الصالة بعدها طلب مني إعلاناً ممولاً ؟!

تبتسم بحسرة لم يشعر به سواها ..
حسرة على نفسها ..وعلي "الفاجومي" القديم الذي صار يرى قيمته في مجرد "أرقام " تضغطها أصابع الناس !
الناس الذين طالما ادعى عدم اكتراثه بهم !!

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Where stories live. Discover now