الطيف الواحد والعشرون
======
*برتقالي*
======
_أين بابا ؟! هل سنبقى هنا طويلاً؟!
تسأله مجد بخوف وهي تتقدم نحوه بكرسيها في ذاك البيت الذي اختاره عاصي لإقامتهما محاطاً بحراسه فيحاول نزار طمأنتها بقوله الكاذب:
_سيأتي قريباً! ما رأيك في هذه المفاجأة التي أعددناها لكِ؟! أعجبك البيت الجديد؟!رأيتِ غرفتك كم هي جميلة ؟!تتلفت حولها برهبة رغم جمال المكان وأناقته لترد بفتور:
_جيد ..لكنني أفتقد بابا ..
ثم ترفع رأسها إليه بسؤالها :
_هل هذه مصر ؟! بلد طيف؟!ينعقد حاجباه بشدة مع سؤالها الذي يحمل له جواب تساؤله ..
رباه!
هل تكون "الجكمة" هذه خلف اختطافهما الغريب هذا؟!
ولما لا؟!
الآن يفهم سر هذا السجن الأنيق والغرفة المعدة بألعابها وكتبها لمجد ؟!
ما الذي تخطط له العنكبوتة السوداء هذه؟!
وأين ستصيب قرصتها هذه المرة ؟!صوت الطرقات على الباب يمنحه الجواب وهو يراها أمامه وخلفها ذاك الحارس العملاق يرمقه بنظرات نارية ..
تنفرج شفتاه بصدمة لكنها تتجاهله تماماً وهي تركض نحو مجد تعانقها بقوة لتصرخ الأخيرة بفرحة هاتفة باسمها ..
عناقهما يمتد لدقيقة كاملة غابت فيها كل منهما عن الدنيا وامتزجت فيه فرحتهما فتبدوان في هذه اللحظة بنفس الصورة ..مجرد طفلتين محرومتين!
لكن طيف تتمالك نفسها وهي تمسح وجه مجد قائلة بحزمها الحنون :
_لا تخافي ..ستأتين معي ..لن نفترق بعد اليوم .
_وبابا؟!
تسألها مجد بلهفة لتطرق طيف برأسها دون رد ..
فيهتف بها نزار بحدة وقد غلبه خوفه على صديقه علي مراعاة وجود مجد :
_أين يحيى؟! وما شغل العصابات هذا ؟؟
تستقيم طيف بجسدها لتواجهه بنظرة ساخطة محذرة ثم تتحرك نحوه لتهمس جوار أذنه بخفوت :
_شغل العصابات هذا يعرفه النصابون أمثالك أنت وصاحبك ! ابتلع لسانك أمام مجد وأعدك أن أصفي حسابي معك أنت بالذات فيما بعد !_لن تأخذي مجد دون أن أعرف ماذا يحدث هنا ! على جثتي!
يهمس بها بحمائية مشتعلة غريبة على طبيعته المرحة فتنظر طيف لمجد التي كانت ترمقهما بنظرة قلقة لتبتسم لها مطمئنة قبل أن تعاود النظر إليه هامسة بنفس الخفوت الحاد :
_سأتزوج صاحبك ..جهز نفسك للعرس!سخريتها اللاذعة تمتزج بنبرة تهديد لم تخطئها أذناه فيزداد انعقاد حاجبيه وهو يهم بالاستفسار عما تقصده ..
لكنها تبتعد نحو مجد لتبسط كفيها على كرسيها بحركة موحية قائلة :
_بابا انشغل في عمل ما وسيلحق بنا مع أنكل نزار .تقولها وهي تسحب مجد معها نحو الخارج لكن نزار يقطع عليها الطريق بنظرة صارمة وعيناه تناطحان عينيها بتهديد مشابه بينما قبضته كذلك تحط على كرسي مجد ..
لكن طيف تميل عليه من جديد هامسة :
_انظر لذاك العملاق عند الباب وتخيل ما الذي يمكنه فعله بك لو تجرأت وعارضتني .
أنت تقرأ
من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"
Romanceالرواية للمبدعة ❤️نرمين نحمد الله❤️.. وجميع حقوق الملكية محفوظة للكاتبة.. من أراد ان يقرأ الجزء الأول من السلسلة ليدخل إلى "لائحة القراءة" على صفحتي وسيجدها هناك ..تم تنزيلها سابقاً من قِبل العزيزة hibbarose90 هذه الرواية مازالها قيد الكتابة .. ...