♥️الطيف التاسع♥️

4.7K 183 18
                                    



الطيف التاسع
========
*أحمر*
=====
_لا تخافي! سأكون معك خطوة بخطوة !
يقولها إبراهيم بحميته المعهودة وهو يستقل سيارته معها وقد وصل بها إلى الحي الذي كانت تسكنه ك"سمرا" ..
لم تكن تحتاج حقاً لشيء من هنا لكنها وجدتها فرصتها لتختلي به !
الفرصة التي لم تجدها بهذا الحجم وهو يصر على صمته المتحفظ طوال الطريق مهما حاولت جره للكلام ..
لهذا تطلق زفرة ضيق حقيقية وهي تغادر السيارة لتصعد نحو الأعلى حيث بيتها المفترض هاتفة :
_لن أتأخر!
تجمع بعض الملابس والأشياء التي لا تهتم لها حقاً قبل أن تتناول هاتفها لتجري اتصالاً :
_أنا قادمة الآن يا "كوثر" لرؤية أمي ..تدبري الأمر مع "سمرا" كالمعتاد !

تنهي الاتصال لتتأهب للمغادرة لكنها تلمح هذه "البلاطة المكسورة" في أرض الغرفة والتي بدا كسرها غير طبيعي فتنحني لتزيحها كي تستخرج ما تحتها ...

وفي مكانه بالسيارة كان يبدو شديد القلق وهو يدور ببصره في المكان حوله ..
يود لو يمر الوقت بسرعة فيعود بها لمأمنه في حيّه هو !
يغمض عينيه بتعب وهو يشعر أن مقاومته لها تخفت يوماً بعد يوم ..
"الدرويش" وقع في فخ التعلق!!
ليته يبقى مجرد تعلق فحسب!!

يلمحها قادمة فيتنهد أخيراً بارتياح وهو يعيد تشغيل السيارة التي استقلت مقعدها الخلفي لينطلق بها ولم يكد يفعل حتى هتفت به برجاء:
_مشوار واحد فقط ..أحتاجه أيضاً!
_أي مشوار؟!
يسألها بضيق لترد كاذبة :
_إحدى معارفي تعمل في بيت أحد الأثرياء ..ستقرضني بعض المال .
_وهل بخلنا عليكِ بشيء؟!
يهتف بها بحميته المعهودة لترد بابتسامة امتنان حقيقية :
_أبداً ! لكنها مدينة لي!
_تقترضين منها أم مدينةٌ لك؟!
يسألها بشك لترد بسرعة :
_تعلم كم تتداخل هذه الأمور أحياناً فلا تدري من بدأ..أرجوك ..أحتاج زيارتها .

يتردد قليلاً لكنه يهز رأسه أخيراً بطاعة فتشيح بوجهها وهي تشعر ببعض الارتياح ..
لا تدري كيف ستتمكن من زيارة أمها في الفترة القادمة وبأي حجة تغادر الحي وقد أخبرتهم أنها لا أهل لها ولا معارف..
لكن لا بأس ..فلتستمر اللعبة ..
ألم تعلن مراراً أن ارتجاليتها سر شغفها بها؟!

تعطيه العنوان فيتوجه إليه ليتوقف بالقرب من البوابة فينعقد حاجباه وهو يميز البيت الفخم الذي بدا له كالقصر ..واللافتة التي علقت على بابه ..

_اللواء رفعت الصباحي؟!
يهتف بها وقد انعقد حاجباه بشدة لتلتفت نحوه بملامح شاحبة :
_تعرفه ؟!
يكز على أسنانه بقوة ثم يشيح بوجهه قائلاً :
_ليست معرفة شخصية ..لكنه أحد الأسماء المشبوهة والمتورطة في قتل المتظاهرين!

يزداد شحوب ملامحها وهي تسمع منه الأمر لأول مرة ..
لكنها تؤثر الهروب فتقول بسرعة :
_وما شأننا به ؟! سأرى المرأة ونغادر! لن أتأخر!

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin