💜الطيف الخمسون ج2/الأخير💜

4.6K 198 25
                                    


الجزء الثاني تتمة الفصل الخمسون

======

*نيلي*

=======

*ألمانيا.. برلين..

_جهاد!
تهتف بها زهرة باشتياق جارف سبق دهشتها وهي تستقبله في غرفتها في المركز الطبي ليجذبها لصدره بأنين حارق هامساً :
_افتقدتكِ يا نيلية! كيف أقنع العمر أن أيامي دونك غير محسوبة؟!

تضمه بقوة افتقادها له طوال الأيام السابقة والتي تحملتها صابرة موقنة من نبل هدفه..
لهذا رفعت إليه عينيها بسؤالها الملهوف :
_لماذا لم تخبرني بموعد عودتك؟! وماذا حدث بين ريان ويولاند؟!
يبتسم لها برضا وهو يبتعد قليلاً ليشير للخارج بقوله :
_اسأليها بنفسك.

تطلق زهرة صيحة دهشة فرحة وهي ترى يولاند تقف مكانها بتردد..
لكنها تفتح لها ذراعيها على طولهما فتندفع الأخيرة لتعانقها بقوة..
طوال طريقها إلى هنا وهي تخشى رؤية زهرة من جديد!
ربما لأنها لم ترها منذ تركت الأخيرة أبو ظبي.. وقتها كانت يولاند لا تزال تحتفظ ب(عائلتها)..
أو - ما كانت عائلتها -!
لهذا كانت تخشى أن ترى أطياف خسارتها من جديد على وجه زهرة.. لكن عناقها لها أعاد لها دعماَ قديماَ كانت تفتقده!!
خاصة وهي تشعر بالذنب لأنها كانت توغر صدر جهاد عليها عندما كان كلاهما يظن ان زهرة خانته!
لهذا وجدت نفسها تحدثها ب(العربية) وبنفس الطريقة التي كانتا تتحدثان بها في الماضي:
_حزنت كثيراً لمرضك.. لكنك حقاَ بطلة.. غداً تشفين وأعد عرسكما بنفسي.

تبتسم لها زهرة قائلة بترحاب حقيقي :
_حمداً لله على سلامتك..
لكن عينيها تدمعان وكلماتها الأخيرة تمس أعظم هواجسها..
فتلتفت نحو جهاد بقولها :
_سأخبرك بشيء وبالله عليك لا تغضب مني.

يشتعل القلق في عينيه وهو يضمها إليه عفويا فتتنحنح لتردف بارتباك :
_لم أقصد أن أخفي الأمر عنك.. لكن..
_قولي يا زهرة بدون مقدمات.. قلبي يكاد يتوقف عن النبض!
يهتف بها بانفعال وهو يتشبث بها أكثر بين ذراعيه فتسبل جفنيها بقولها :
_نحن ننتظر نتيجة التحاليل النهائية اليوم.. والله لم أتعمد عدم إخبارك لكنني..

تشحب ملامحه رغماَ عنه وهو يخفي وجهها في صدره مقاطعاَ بقية عبارتها كأنه يتشبث بها من مصير مجهول..
ليرفع عينيه لأعلى بتضرع صامت وخفقات قلبه تحت كفيها تكاد تعوي قلقاً..
لكن زهرة تحاول طمأنته بابتسامة واهنة :
_بروفيسور روبرت مستبشر كثيراً.
_خيراً.. بإذن الله خير.
يتمتم بها جهاد بأمل رغم القلق الذي ينهش روحه فتراقبهما يولاند بلوعة امتزجت بتقديرها لهما..
جهاد ترك زهرة في هذه الظروف فقط لينقذ ريان رغم كل ما فعله الأخير به..
ليس ريان فحسب!
هي أيضاً!!

هي التي كادت تضل في طريق إيلان ومن معه!

_دعونا نكمل حديثنا في الحديقة.. الجو جميل اليوم.

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن