💙الطيف السادس والعشرون/ج1💙

4K 152 10
                                    



الجزء الاول من الطيف السادس والعشرون
*********

الطيف السادس والعشرون
======
_لا تزال تشرب القهوة قبل نومك مباشرة ؟! أتمنى ألا تكون قد غيرت عادتك !
يقولها يحيى وقد لحق بإلياس إلى حديقة قصر الرفاعي بينما يشير للخادمة كي تترك صينية القهوة وتغادر ..
ليلتفت نحوه إلياس بنظرة طويلة مشتتة قبل أن يتخذ مجلسه ليدفن رأسه بين كفيه ..
يجلس يحيى بدوره جواره محترماً صمته لدقائق طالت ..
قبل أن يرفع إليه إلياس عينيه قائلاً بخفوت :
_كيف احتملت الأمر طوال هذه السنوات ؟!

_هذا يعني أنك صدقتني؟!
يقولها يحيى ليتنهد إلياس وهو يشيح بوجهه قائلاً:
_كل شيء داخلي يتمنى أن يكذبك ..لكنني أعرفك وأعرف استبرق ..أحفظها كخطوط كفي ..وما فعلته اليوم رغم ظاهره البريء يدينها ..استبرق التي أعرفها لم تكن لتقطع كل هذه المسافة بهذه السرعة الخاطفة بعد مراقبتي إلا لو كانت تترقب حدثاً جللاً .
_أنا زرت غيث في السجن ..أخبرته أنني أعرف ..لابد أنه أخبرها .
_ولماذا تظنها إذن تتصرف بهذا البرود كأنها لا تعرف شيئاً متشبثة بكلامها أن هروبك لم يكن سوى لأجل سراب ؟!
يسأله إلياس بحيرة ليرد يحيى بشرود :
_من المؤكد أن لديها خطة بديلة ..عهدي بها أنها لن تترك شيئاً للصدفة .

يرمقه إلياس بنظرة قلقة وهو يغمغم بانفعال خافت:
_أنا تحكمت في انفعالاتي جيداً ..لا أظنها شكت أنك قد أخبرتني بشيء ..هي فقط سألتني عن علاقتك بطيف وكيف تعرفت إليها وعاتبتني في عدم إبلاغها ..شعرت أنها مختلفة ..كأنها تريد استجوابي لآخر لحظة ومع ذلك تريد الهروب من أمامي في أقرب فرصة ..لا أظنني رأيتها بهذا الحال من قبل ..لكن السؤال هنا ..ما الذي تنتويه أنت؟!

كان هذا دور يحيى ليشيح بوجهه بابتسامة سخرية مريرة:
_ما رأيك أنت؟!

تنفرج شفتا إلياس وهو يهم بقول شيء ما لكنه يعاود إطباقهما بعجز ..

_رأيي؟! رأيي في أي شيء؟! يالله !! مخي يكاد ينفجر !!

يقولها باستنكار قانط وهو يتناول فنجان القهوة ليرتشف منه رشفة ثم يعيده مكانه قائلاً:
_فضح الأمر لن يفيد أحداً ..ولا أظنك أنت نفسك ترتضيه ..لو كنت تريد الاستمرار في الهروب فلن ألومك ..أجل ..الآن لن ألومك ..لكن ..العائلة! العائلة تحتاجك الآن خاصة بعد سجن غيث ..الأمور تفلت من بين أيدينا ولا أستطيع السيطرة على كل شيء وحدي ..خاصة أنني لم أعد أثق في استبرق كالسابق ..مؤسسة الأمين ميراث العائلة على مدار أكثر من ثلاثين عاماً ولن أرضى أن نكون الجيل الذي ضيعها .
لكن يحيى يستدير بجسده نحوه قائلاً بحسم:
_وأنا كذلك سأمت الهروب يا إلياس ..ليس فقط أنني اشتقت لبلدي وأهلي ..إنما ..اشتقت لنفسي ..لنفسي القديمة..لصورة مرآة أحترمها كما يحترمها غيري ..لا ألعن ضعفها وقلة حيلتها .

من يعيد قوس قزح (الجزء 2 من سلسلة وهل للرماد حياة) لِـ"نرمين نحمد الله"Where stories live. Discover now