الحادية والعشرون

5K 141 0
                                    

الحلقة الحادية والعشرون ❤️

دلفت داليدا إلى المنزل وأغلقت الباب واستندت عليه وهي تترك مجال لتلك العاصفة التي بداخلها فإنهمرت عَبراتها لتضع يديها على فمها تحاول كتم تلك الشهقات المتتالية التي تُصدرها .. مع سقوطها على الأرض بإنهيار تام وصلتها شهقة والدتها التي هرعت إليها قائلة  :

-  ديدا .. مالك يا حبيبيتي بتعيطي ليه ؟!

كانت قد جلست أمامها فإرتمت داليدا في أحضانها وتعالي صوت بكاءها التي جعل الخوف يشب أظافره في قلب مها .. كانت تحاول أن تُهدئها بشتى الطرق حتى قالت من بين بكائها وشهقاتها  :

-  هيتجوز يا ماما .. مالِك هيتجوز سيلا .. هيتجوز واحدة تانية غيري

صُدمت مها ببداية الأمر ولكنها تداركت نفسها وهي تشدد على إبنتها في أحضانها تردد بعض الكلمات المُهدئة علها تهدأ قليلاً ولكن بكائها يزداد بشكل مُخيف تكاد أحبالها الصوتية تتمزق من قوته

سمعت مها صوت مراد الذي يطرق على الباب هاتفاً بإسمها فتركت إبنتها قليلاً وفتحت الباب فدلف مراد قائلاً  : فى ايه يا مها صوتكم جايب لأخر الشآآآ . أصابه الهلع ما إن رأي حالة داليدا الجلسة أرضاً  فأسرع إليها قائلاً بقلق  :  في ايه يا ديدا .. مالك يا حبيبتي ؟!

ضمها مراد إليه عله يهدأها قليلاً ونظر لشقيقته قائلاً  :  فى إيه يا مها .. مالها ؟!

إنهمرت عَبراتها هي الأخرى وهي تؤنب نفسها عما اقترفته من خطأ .. فهي كانت على علم بوقوع إبنتها بحبه ولكنها لم تنصحها يوماً .. تركتها غارقة بذلك البحر الذي يكاد يقضي عليها الآن

بينما كان مراد يضم داليدا يربت على ظهرها بحنان حتى بدأ بكائها يخفت فأبعدها مراد قليلاً ليجد وجهها اصطبغ باللون الأحمر وعينيها أيضاً بينما العَبرات تغزو وجنتيها الناعمتين فحاوطهما مراد قائلاً  :

-  في إيه يا بنتي .. مالك يا حبيبة خالك ؟!

- هيتجوز يا خالو .. مالِك هيتجوز ويسبني .. هيسبني ويتجوز سيلا . قالتها بحسرة وهي تشعر بقلبها يحترق فأكملت  :  هيسبني ويتجوزها .. هيبقى مع واحدة تانية

كان هو يحاول أن يستوعب ما تقوله ونظر بصدمة لشقيقته التي تناظرهم بقهر يكاد يمزق قلبها فأفاقه صوتها وهي تقول بهيستيريا  :

- هيتجوز واحدة غيري .. هيحب واحدة غيري .. كل أحلامي هيعيشها مع واحدة تانية

ضمها مراد وهو يحاول أن يسيطر على حركاتها العشوائية قائلاً  :

-  إهدي يا حبيبة خالو .. إهدي خلاص مفيش حاجة .. إهدي . هدأت حركاتها قليلاً حتى سكنت تماماً فحملها مراد لغرفتها تاركاً ورائه شقيقته التي مازالت جالسة أرضاً

علي الطريق

كانت معالم الدهشة واضحة جلياً على وجهها فإبتسم كرم قائلاً بإعجاب :

نفوذ العشق Where stories live. Discover now