الثانية والعشرون

5.8K 142 1
                                    

الحلقة الثانية والعشرون ❤️

في مكان ما

كانت هي تجلس بشرود تام تنظر لتلك اللوحة أمامها لا غيرها بينما كان كلاً منهما يتابعها بحيرة حتى خرج سلطان عن صمته قائلاً بعدم إقتناع  :  اعتقد يا عشق إن إنسحاب كرم المفاجئ دا لعبة ومش بعيد يكون مبيفكرش في عهد من الأساس وإنما هي كوبري لحاجة في دماغه

-  وليه ميكونش فعلاً إتغير وبيحبها .. لو دي لعبة فعلاً فخطرها عليه كبير . قالها أمين بتبرير ففكر سلطان ملياً بما قاله لترد عشق وهي مازالت شاردة  :

-  المرة دي مختلفة يا سلطان .. عينيه مفيش فيها ذرة كدب .. ودا الغريب واللي هيجنني .. طب ما كلنا عارفين إنه بيحبها من زمان .. لكن الوقت هيجنني .. اشمعنا دلوقتي بالذات يقرر يصفي كل حاجة .. أكيد في حاجة غريبة . قالتها وهي لم تحيد بنظراتها عن تلك اللوحة وهي تتذكر كلماته التي لم تفهم مغزاها حتى الآن " كنت فاكرك أذكى من كدا يا سيادة اللوا " فما هو مغزاها وما هو ما لا تستطيع فهمه حتى الآن والأهم من كل ذلك ما علاقته بسجن جمال وموته  " وايه رأيك لما أقولك ان اللي بتدوري عليه في ألمانيا .. لا والمفاجأة لسه لما تكتشفي بنفسك هو مين " .. من هو ذلك المجهول بالنسبة لها حتى الآن  ولمّ ستتفاجئ بمعرفته له .. هناك لغز كبير وتحدٍ أكبر عليها الفوز به فأخرجها من شروده قول أمين  :  طب وبالنسبة للي جوا دي هنعمل فيها إيه ؟!

-  شغلنا مخلصش معاها لسه . قالتها وشردت مرة أخرى باللاشئ ولكنها قالت  :  المهم لازم تكون مع فهد دلوقتي .. انت الوحيد اللي لسه مش معروف بالنسبالهم

أومئ وخرج بهدوء بينما استند سلطان على الحائط خلفه واستغرق في تفكيره هو الأخر

فى إحدى فروع شركة الحديدي

كان هو متواجد بالشركة منذ الصباح الباكر بينما هي تدلف لتوها ببزتها الرسمية السوداء وبكعب عالي نسبياً يصدح صوته في الأرجاء ودلفت إلى مكتبها دون حتى أن تلتفت لأحدهم .. وضعت متعلقاتها على المكتب وهي تنظر له من لوح الزجاج الفاصل بينهما بغيظ وهي تراه منهمك بعملاً ما .. جلست بحنق وهي تلعن غبائها وهوسها بالتسلية به التي جعلته لا ينظر لها حتى .. سنوات وهو يركض ورائها وما من مستجيب والآن تستحق ما يفعله بها

تراقصت الشياطين أمامها حينما رأت تلك السكرتيرة التي ستُطرد عما قريب تتمازح معه فعضت على شفتيها بغيظ وهي تقف من مكانها تكاد تُخرج ناراً من أذنيها .. سارت بغضب ناحية الباب متوجهة اليه بدون تفكير .. فكيف لها أن تفكر وقد نشبت الغيرة أظافرها في قلبها فلا يحق لإحداهن ممازحته .. فحتى هي لم تفعلها يوماً

دلفت عليهم فجأة فدفنت سكيرتيرته إبتسامتها حينما رأت عينا حور مشتعلتان وصاحت بحدة  :  إتفضلي إنتي برا

خرجت بلا كلمة أخرى وأغلقت الباب خلفها تاركة تلك العاصفة الهوجاء لتصيبه هو وحده فإقتربت حور منه قليلاً ولكنه كان يبتسم بجاذبية مُفرجاً عن صفي أسنانه اللؤلؤية التي جعلتها تصك أسنانها ببعضهم ساحقة شفتيها المسكينة فخرج هو عن صمته قائلاً  :  خير يا أنسة حور في حاجة ؟!

نفوذ العشق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن