الحلقة التاسعة والعشرون

5.2K 178 7
                                    

الحلقة التاسعة والعشرون 🖤

في فيلا صقر

كان سُلطان يجاوره وهو يحاول أن يستفهم منه عن سبب فعلته الشنيعة فقال صقر بغضب : بعد إذنك يا خالو أنا مش ناقص ، انتوا عارفين من الأول إني مش عاوز اتزفت فمحدش يلومني

ـ إتكلم عِدل يا حيوان بدل ما أعدلك ، مش لاقي حد يربيك يعني ، دا أنا أكسرلك دماغك دي اللي مش عاوزة تفهم وتستوعب ، عملنالك ايه يعني ، ضربناك بالنار ، دا انت اتجوزت واحدة بتتمنالك الرضا ترضي وانت معندكش دم  . قالها سُلطان بإنفعال بالغ فرد صقر بإندفاع وثوران هز الأرجاء  :

ـ وأنا مش عاوزها ، مش عاوز أتجوز واحدة بتحبني وأذلها في الأخر ، مش عاوز أتجوز واحدة وفي يوم من الأيام أرجعلها وأقولها أنا اتجوزت ومراتي حامل ، مش عاوز أتجوز واحدة ومن قهرتها تسبني وهي حامل في ابني او بنتي اللي لسه مجوش في الدنيا دي ، مش عاوز أتجوز واحدة لما تحس بالضيق وتكون محتاجة الحضن اللي يحتويها ومتلاقينيش ، مش عاوز أعمل زي اللي أدم عمله في عشق . أنهي صقر حديثه ولا زالت تلك النيران المستعرة تزداد اشتعالاً وهو يلهث من قوة نبرته وهو يشاهد سُلطان الذي كان يقف كمن سُكب عليه دلو من الماء البارد في ليلة شتاء قارصة فهدر صقر بعُنف : ما ترد عليا يا خالو ساكت ليه ، ولا انت راضي عن اللي عمله أدم في عشق ، مش بعيد تكون انت كمان زيه

فقط الصمت هو الرد المناسب في تلك الحالة ، فهو الآن قد تمكنت منه الصدمة كلياً ولا يدري بما يجيبه وما هي نتيجة معرفة عشق بتلك الكارثة 

ازدرد سُلطان ريقه الذي جف قائلاً وهو يقاوم التوتر الذي كاد يُسيطر علي نبرته : أنت عرفت الكلام دا منين ؟!

ـ طبعاً هو دا اللي يهمك ، يهمك عرفت الكلام دا منين وبس وميهمكش الكلام دا عمل فيا ايه . قالها صقر بنبرة يعتريها الغضب الشديد والتي تحولت للشفقة : لحد دلوقتي مش فاهم إزاي ماما استحملت واحد زي دا كل السنين دي ، إزاي قدرت ترجعله ، ليه خبت دا كله طول السنين دي ، ليه ؟! قالها بإستنكار شديد وأكمل : لأ وكمان جوزتوني علشان أعمل فيها اللي اتعمل في أُمي زمان ، بس عشق النادي عمرها ما هتكون عشق التهامي ولو عاشت فوق عمرها عمر تاني ، مش هتكون في قوة أُمي أبداً

قالها صقر وهو يهز رأسه نافياً وجلس علي الأريكة وهو يحتوي رأسه بكفيه بينما كان هو لا زالت الصدمة تُسيطر عليه الآن علم أن النوائب لا تأتي فرادي فلا تفيق تلك المسكينة من نائبة إلا وتسقط أخري علي رأسها

جلس سُلطان بجانبه وقد استجمع نفسه واستعاد رباطة جأشه قائلاً وهو يتنهد  : كل دي حاجات حصلت زمان يا صقر ، إنسي يا ابني ، انسي ، الحاجات دي كلها مش هتفيد دلوقتي بأي حاجة غير إنها هتفتح دفاتر قديمة ملهاش لازمة

ـ خالو انت بتهزر صح  ، انت عارف انت بتقول ايه  ، انسي ازاي  ، ازاي هقدر أنسي كل مرة كانت بتقولي فيها إنه مسافر وإنه هيرجع علشاننا  ، دموعها وهي بعيدة عني وسايباني مع واحدة شبه أُمي في الشكل وبس ومهما حصل عمرها ما هتكون شبهها

نفوذ العشق Where stories live. Discover now