الحلقة الثامنة والعشرون

6.9K 194 49
                                    


في المستشفي

كانت عشق تقف في شرفة الغرفة المتواجد بها جواد تبعث برسائل لمجهولين بالنسبة لمالِك الذي يتابعها بغموض وبعد طول صمت أخرج من جوفه تلك الكلمة التي تؤرقه منذ ساعات : ليه ؟!

انتبهت حواسها لتلك الكلمة التي جعلتها تلتفت له بإستفهام فأكمل مالِك بإستنكار  : ليه كل اللي بتعمليه دا ، ليه تخبي حاجة زي دي طول السنين دي ؟!

تكونت فكرة ما بعقلها ولكنها تبخرت في ثوانٍ معللة لنفسها كيف له أن يعرف سر كهذا ففاجئها مالِك بتلك الجملة : أنا عرفت كل حاجة يا سيادة اللوا

تفاجأت عشق لثوانٍ معدودة وفجأة تبخر كل ذلك وقد أدرك عقلها بأنه بعد خروج السر من بين ثلاث أشخاص فلا يُعد سراً أو أياً كان مصدره فالحقيقة أنه عرف بسرها وللغريب ظهرت علي وجهها إبتسامة غريبة أثارت دهشته ولكنه قال بعتاب  : 

ـ ليه يا ماما ، ليه تخبي عننا كل دا ، أنا عارف إن الحاجات دي ليها سرية بس ليه ، ليه يا سيادة اللوا ؟!

ـ في حاجات دايماً لازم تبقي سر يا مالِك ، مش كل حاجة لازم نعرفها ، ويمكن نعرف حاجة متكونش في صالحنا ولا في صالح حد . قالتها عشق بهدوء تام وهي تنظر للاشئ فقال مالِك بإصرار : بس أنا بقا عاوز أعرف بردو ليه خبيتي حاجة زي دي ، وايه سبب كل الصراعات دي وكمان عداوة كرم ليكي ليه كل دا  ؟!

ـ ساعات يا حبيبي الظروف بتجبرك تعمل حاجات خارج إرادتك ، وساعات كمان الناس اللي إحنا شايفينهم أحسن حاجة في الدنيا مع إنهم مش كدا ، بالظبط زيي كدا ، كلكوا شايفين إني أحسن ست في الدنيا مع إني عملت أغلاط كتير ، أغلاط تمنها مرهون بعلاقتي بيكم اللي متأكدة انها هيحصل فيها شرخ مش هقدر أداويه

لم يفهم مالِك ما ترمي إليه ولكنه سارع بضمها قائلاً برفض وعتاب  :

ـ بتقولي ايه بس يا ست الكل ، انتي أحلي ست في الكون بحاله ، ومهما كانت أغلاطك إحنا بنحبك زي ما انتِ ، احنا مش ملايكة عشان منغلطش ومفيش حد معصوم من الغلط

ضمته هي الأخري مُسندة راحتيها علي صدره قائلة وهي تنظر لملامحه بشرود :

ـ أهو أنا بقا خبيت عنكم كل دا عشان تفضل دي فكرتكم عني ، وتفضلوا عارفين إني بحبكم كلكم

ـ بالرغم من إن حضرتك بتقولي عنها أغلاط بس أنا متأكد إن أُمي متعملش حاجة إلا وكانت لمصلحة الكل . أتبعها بقُبّلة علي جبينها يربت علي خصلاتها التي لم تفقد رونقها بينما هي كانت تشرد متمنية بداخلها أن يتفهم أدم ما فعلته كما تفهمها مالِك لتوه وأيضاً ولدها العنيد الذي لن يسامحها وهي علي علم بذلك ولا زالت تجاهد لدفن ذلك السر قريباً

إلتقطت أذنيها صوت جواد الذي همس بإسمها بخفوت متألم فإنفصلا فوراً وهما يلتفتان له بسرعة ولهفة

نفوذ العشق Where stories live. Discover now