1

67 4 0
                                    

[رائد]

كان الرّئيس جالسًا خلف مكتبه يعدّ خطابا ليلقيه غدًا في إحدى الجامعات العريقة كجزءٍ من حملته الانتخابيّة حين طرقتُ باب غرفته.

"أدخل!" سمعتُ صوته الأجشّ يدعوني للدّخول فقد كان يتوقّع مجيئي لتقديم تقرير مفصّل عن مهمتي الأخيرة.

فتحتُ الباب و دخلت، وقفت أمامه باعتدال مطأطئا رأسي محاولا ترتيب أفكاري قبل أن أتكلم. كان الرّئيس يعاملني معاملة خاصّة مؤمنا بأنّني من أفضل و أبرز الأشخاص الذين عملوا لديه على مرّ السّنوات على الرّغم من انضمامي لفريق الأمن لديه منذ أقل من سنة واحدة. بعد فترة وجيزة أصبحت قائد فريق الأمن الخاص به إلا أنه كان يكلّفني أحيانا ببعض الأمور الشخصيّة و التي غالبا ما تكون في غاية السّرية.

"لقد تمّ الأمر بنجاح يا سيدي." قلتُ مباشرة بعد أن ألقيت عليه التّحية.

"ماذا عن طفلتي؟" نزع الرئيس نظاراته و حدّق بي مما جعلني أتوتّر قليلا. 

"لقد استلمَت الآنسة وظيفةً جديدةً صباح اليوم. أعتقد أن الشّركة الحالية أفضل بكثير من مكان عملها السّابق." أجبتُ باختصار.

"ممتاز.. أبقِ عينيك مفتوحتين جيّدا حتى لا يحصل هذا الأمر مجدّدا." كان يعلم جيّدا أن أمرا كهذا لن يحدث ثانية إلا أنه أمرني بالاستمرار في مراقبة الأوضاع.

"أمرك سيّدي الرّئيس!" انسحبت إلى خارج الغرفة بهدوء تام، و عاد الرئيس للعمل على خطابه.

على الرغم من تأخر الوقت، قرّرت الذّهاب للقاعة الرّياضية قبل العودة لغرفتي. خرجتُ من المبنى الرئيسي، ودّعت الحراس المناوبين لتلك الليلة و توجهت نحو مقرّ عمّال الأمن.

حكايات منتصف الليل [Midnight Tales]Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon