4

25 4 0
                                    

خلعت معطفي و حذائي و غيرت ملابسي. علّقت المعطف في الخزانة و وضعت الملابس في سلّة الغسيل و سرت مباشرة نحو النافذة. فتحتها و استنشقت هواء المساء العليل مطوّلا قبل أن أعود لترتيب الغرفة... كنت أشعر بالتعب الشّديد هذا المساء، لذلك قررت أن أستلقي قليلا ثم أذهب لتحضير وجبة العشاء. جلستُ لبُرهةٍ على حافّة السّرير ثم استلقيت على ظهري، وضعت رأسي على الوسادة و أغمضتُ عيناي. كان من الصّعب جدا مقاومة النعاس، و قبل أن أسترخي كليّا و أستسلم للنوم، سمعت سالي تناديني.

"جودي، هل أنت هنا؟" نادت سالي من وراء باب الغرفة المغلق دون أن تطرق. هي و الأخريات لم يكنّ في المنزل عندما عدت لذلك لا أحد يعرف بعودتي للبيت بعد.

"أدخلي يا سالي، أنا هنا" أجبتها بصوت مرتفع قليلا لكي تسمعني، ثم جلست مجددا على حافة السرير و أنا أفرك عينيّ النّاعستين.

فتحت سالي الباب قليلا و أطلّت برأسها فقط، "كيف كان يومك؟"

أشرتُ إليها أن بالدخول ففعلت. "لقد كان يوما متعبا حقّا" قلت بتذمّر مصطنع و ضحكنا معًا. "في الواقع، استلمتُ الكثير من الملفّات المستعجلة اليوم لذلك بقيت في مكتبي لوقت متأخر." تنهدتُ فضحكت سالي مجددا.

"سأطبخ العشاء الليلة لذا لا تقلقي" تطوّعَت سالي الطّيبة كعادتها لكنّني رفضت عرضها.
"لا عليكِ عزيزتي، يمكنني أن أطبخ. إنه دوري اليوم." شعرت بالخجل من نفسي. ما كان عليّ إخبارها عن مدى انشغالي بالعمل اليوم.

خرجنا معا و توجّهنا نحو المطبخ. "ما الذي سنطبخه اليوم؟" تساءلت سالي و هي تنظر نحوي.

"ما رأيك لو نطلب طعاما جاهزا؟" اقترحتُ فوافقت. "لنأخذ رأي روبي و ليندا أولا قبل أن نطلب الطعام."

خرجت الفتاتين من غرفتيهما عندما سمعتانا نتحدث في المطبخ و انضمّتا إلينا في الحال.

كانت ليندا متحمسة جدا آنذاك، "لنطلب أيّ شيء فورا، أنا جائعة جدّا" قالت و هي تهمّ بالجلوس إلى الطاولة، ثم أضافت "أريد أن أخبركن عن يومي. لن تصدقن ماذا حصل."

"أخبرينا! ما الذي حصل؟" تساءلت روبي و جلست على الكرسي المجاور لها.

"حسنا إذا.." قاطعتُهما، "!let's make it another pizza night"

"فكرة رائعة! " قالت سالي و هي تقف بجوار الثلاجة. "سأرى إن كان لدينا ما يكفي من المشروبات أوّلا."

"جيد. لنذهب و نجلس في الصالون و سأخبركنّ بكل شيء." قالت ليندا و سرنا معا نحو غرفة الجلوس المفروشة بأريكتين من الجلد الأزرق القاتم و طاولة زحاجيّة. جلست روبي و ليندا على إحدى الأريكتين و جلستُ و سالي على الثانية.

قامت سالي بطلب الطّعام هاتفيا، و خلال انتظارنا لوصوله بدأت ليندا تسردُ أحداث يومها بكل تفاصيله.

حكايات منتصف الليل [Midnight Tales]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن