حكايات منتصف الليل [Midnight Tales]

10

[جودي]

فتحتُ عينيّ من نومٍ عميق و طويل. أين أنا؟ نظرت من حولي باستغراب، هل هذه غرفتي؟ في منزلنا القديم؟ كانت الغرفة مظلمة و باردة. أثاثها قديم و مهترئ، تُغطّيه طبقة سميكة من الغبار و بيوتُ العنكبوت تتدلى من كل زاوية. كانت السّتائر بالية و عليها بقع قاتمة اللون و رائحة عفنة كانت تفوح من مكان ما. سرتُ نحو الباب بحذر شديد كما كنت أفعل قبل أكثر من عشرين سنة.

مددت يدي لأفتح الباب لكنه فُتِح من تلقاء نفسه. شققت طريقي نحو البهو و أنا أتأمل المنزل الذي قضيت فيه طفولتي محاولة استيعاب ما يحدث.. اخترق صوت صراخ حاد نطاق سمعي فاستفقت من تأملي و ركضت نحو مصدر الصوت..

"ما الذي يحدث هنا؟ .."

"سوف تقفز.."

"اتصلوا بزوجها.."

"هل ابنتها معها؟ .. "

"اتصلوا بالشرطة.."

إنهم الجيران، كانوا مجتمعين أمام منزلنا يحدّقون نحو الأعلى.. رفعت رأسي لكي أرى ما يرونه. كانت هناك تقف على الحافة بقدمين حافيتين و ثوب أبيض فضفاض يرتعش و ينتفض من قوّة الرياح في تلك الّليلة. كلّ العيون نحوها خالية من المشاعر، إلا أنا نظرت إليها بعيون قلبي الذي خفق بعنف فشُلّت ساقاي و انعقد لساني و احتُجزت الكلمات في حنجرتي إلى الأبد ..

"أنا آتية إليك الآن فانتظريني.." ركضت نحو السلم. "لا تقفزي.. انتظريني لنقفز معا"
امتدت نحوي يدٌ أمسكت بذراعي و سحبتني إلى الأسفل. حاولت التملّص منها لألحق بأمّي و نقفز معا لكن من دون جدوى.. ذراعان قويان التفّا حولي و منعاني من الحراك...