19

9 4 0
                                    

جاءت إحدى الفتيات و بدأت تطرق باب غرفتي في الصّباح الباكر. لكنّني كنت في الحمام المتّصل بغرفتي، شاردة الذّهن بينما تتساقط قطرات الماء الدافئ على جسدي من خلال المرشّات المحيطة بغرفة الاستحمام من الجهات الثّلاث. كان صوت المرشّات عاليا فلم أستطع سماع الباب عندما فُتِح. استمرّت قطرات الماء الدّافئة في الانهمار، تشقّ طريقها من أعلى رأسي نحو أرضية الحمّام التي تبتلعها نحو المجهول.

وقفتُ هناك لمدّة طويلة دون حراك، كان ارتطام الماء الدافئ بجسدي أشبه بالحصول على 'مساج'. ارتخت عضلات جسمي و شعرت بالراحة. بعد مدّة قصيرة، قمت بإغلاق الصّنبور فتوقفت المياه عن الانسياب. خطَوتُ خارج الغرفة الصغيرة و حملت منشفة من أحد أدراج الحمام.

لم ألبث طويلًا حتى خرجت من هناك إلى غرفتي، مرتدية ملابس مريحة مناسبة للسّفر. تفاجأتُ لرؤية سالي تقف أمام النافذة و تشاهد شروق الشّمس في هدوء تامّ. كانت النافذة مفتوحة منذ ليلة الأمس. من إحدى عاداتي السّيئة هي ترك النّافذة مفتوحة طوال الليل خاصّةً لأنني أخشى الأماكن المغلقة كثيرا.

استدارت سالي عندما سمعَت صوت خطواتي و ابتسمت بسعادة. "لقد استيقظتِ باكرا. هذا يعني أنكِ ستأتين معي؟" كان هذا بمثابة تصريحٍ أكثر من كونه سؤالا.

أومأتُ بالإيجاب ثمّ جلست على حافة السرير أجفّف شعري بمنشفة أصغر من السابقة.

"هل أساعدكِ في تجفيف شعرك؟" سألتِ الفتاة و تقدمت نحوي ببطء.

"لا بأس. إنه قصير و سيجفّ بسرعة."
"سأذهب لتحضير الفطور. تعالي إلى المطبخ عندما تجهزين." نظرت الفتاة إلى السّاعة المعلّقة على الجدار المقابل ثمّ أضافت "سنغادر بعد نصف ساعة."

"لكن لِمَ العجلة؟ لدينا اليوم بطوله."

"سنذهب باكرًا لكي نقضي وقتًا أطول هناك.." ابتسمتِ الفتاة ثانيةً ثمّ ذهبت.

فجأةً تذكّرت داني! لقد وعدته أن أذهب للحفلة التي سيقيمها غدا. كما أنه اتصل بي أمس عدّة مرّات عندما نسيت هاتفي في المكتب. التقطتُ هاتفي الذي كان على الطاولة و بدأت أكتب رسالة لداني.

[إلى داني: آسفة لأنني من لم أردّ على مكالماتك البارحة و أيضا لأنني لم أعاود الاتصال بك.]

ضغطتُ على زر الإرسال بعد القليل من التردد، ثم وضعت الهاتف مكانه و ذهبت للمطبخ.

بعد عودتي لأخذ أغراضي و المغادرة، قرأتُ ردّ داني على رسالتي

[من داني: لا بأس بذلك. أراك غدا؟]

وضعت الهاتف في حقيبتي مباشرة، حملت أغراضي و خرجت من الغرفة. أخبَرَت سالي ليندا أننا سنذهب معا، بينما اتصلتُ أنا بروبي و أعلمتها بالأمر.

"أنا في طريقي إلى البيت الآن. سأوصلكما إلى المحطّة." قالت روبي عندما كلّمتها عبر الهاتف. كانت تبدو متعبة جدا لذلك رفضتُ عرضها.

"لا بأس، نحن سنغادر الآن فورا."

"حسنا. اعتنيا بنفسيكما.."

غادرت أنا و سالي المنزل نحو محطة الحافلات حالما أنهيت المكالمة.

حكايات منتصف الليل [Midnight Tales]Donde viven las historias. Descúbrelo ahora