9

9 4 0
                                    

[سالي]

[منتصف النهار]

خرجت من البيت قُبَيْلَ ساعةٍ من موعدي مع جودي. أردت أن أتمشّى قليلا ثم أركب الحافلة نحو المدينة. تعمل جودي بالقرب من كلّية الهندسة حيث أدرس لهذا كنا كثيرا ما نلتقي لتناول الغداء معا.

هناك مطعم صغير في الشّارع المقابل يقدم خدمات ممتازة. كنا نرتاده على نحو يوميٍّ تقريبا خلال السنة الماضية عندما كانت جودي تعمل مساعدةً في إحدى مكاتب الاستشارات القانونية آنذاك.

سيكون من الرائع لو استطعت أن أجمع الفتيات معا على الغداء هنا في عطلة نهاية الأسبوع.. لكن روبي لا تحصل على عطلة كالجميع و عملها يستوجب حضورها في الحالات الطارئة. أما ليندا فكانت تخرج مع زميلاتها في العمل و تقضي أوقاتًا ممتعة معهم.

اتصلتُ بجودي فور نزولي من الحافلة..

"ألو مرحبا جودي"

"أهلا عزيزتي، هل وصلتي؟"

"لقد نزلت من الحافلة للتّو، سأكون هناك حالا."

"حسنا، انتظريني في الأسفل. سآتي إليك فورا." قالت جودي و أنهت المكالمة.

خلال دقائق رأيت جودي تخرج من البوابة الرئيسية للمبنى، فلوّحت لها لكي تراني ثمّ سرنا معا نحو المطعم في صمت.

لا تتكلّم جودي كثيرا في العادة. كان من الصعب التّواصل معها في البداية. عندما حاولت أن أكوّن صداقات مع رفيقاتي في السكن، لم يكن الأمر صعبا فيما يخص روبي و ليندا. منذ اليوم الأول لي معهن، كانت جودي تعاملني جيّدا لكن بتحفّظٍ و حرصٍ شديدين.

جلسنا على طاولتنا المعتادة و طلبنا الطعام. رفعت رأسي و نظرتُ للفتاة الجالسة أمامي "هل أنت بخير؟ تبدين شاحبة جدًا"

أومأَت جودي و ابتسمَت لكنّها لم تقل شيئا و واصلت النظر إلى الشارع عبر الزجاج. "لقد أصبت بنزلة برد فقط. لا تقلقي" قالت بعد برهةٍ. "لقد وصل الطعام، لنأكل."

نهضت من مكاني و جلست بجانبها، وضعت يدي على جبينها الذي كان يحترق. "لنأكل أولا. ثم نذهب للبيت." قلت و عدت لأجلس مكاني.

"لديكِ محاضرات مساء اليوم. أستطيع الذهاب بنفسي."

حكايات منتصف الليل [Midnight Tales]Where stories live. Discover now