41

9 3 0
                                    

[جودي]

تلك الفتاة التي بداخلي تهوى الركض بحرية خلف الفراشات فلا يمكن حبسها و لا كبت رغباتها البريئة أبدا. حدقت بالأفق لوقت طويل حتى أيقضتني الموسيقى المنبعثة من هاتفي لأجد نفسي على الحافة.. لا ادري كيف وصلت إلى هنا لكنني حقا أقف على الجرف الصخري المطل على البحر. ألقيت نظرة على الهاتف الذي كان يرن بشكل مستمر و مزعج فلمحت رقم روبي. لست في مزاج لأكلم أي شخص حتى لو كانت صديقتي روبي.. ارتخت أصابعي فوقع الهاتف لكنني لم أعره اهتماما.

امتزج هواء البحر البارد بالدفء المنبعث من الشمس و احتواني هذا المزيج في أحضانه و كأنني جزء لا يتجزء من الطبيعة. ارتسمت ابتسامة صغيرة على وجهي لكنها سرعانما اختفت حين هاجمني وابل من الذكريات و استبدلت الابتسامة بخطين متوازيين من الدموع المنهمرة بغزارة على وجنتاي. أنا لم أكن أبكي لكن دموعي أبت أن تتوقف عن النزول و كلّما مسحتها عادت مجددا من دون توقف.

صوت داخل رأسي كان يحثّني على الاقتراب أكثر نحو الحافة. امتثلت لطلبه و سرت ببطء للأمام حيث كانت حريتي تنتظرني بعيدا عن هذا العالم.. حين بلغت نهاية الطريق أغمضت عيناي و قفزت. كان صوت ارتطامي بالمحيط آخر شيء سمعته.

حكايات منتصف الليل [Midnight Tales]Where stories live. Discover now