37

7 4 0
                                    

[رائد]

كان كل شيء كالحلم.. جودي تقود السيارة بسرعة و تلتفت نحوي من حين لآخر. كانت تبدو قلقة و خائفة.. ثم ساد الظلام من حولي و فقدت الإحساس بكل شيء.

أشعر بالتعب الشديد، أحاول فتح عيناي بصعوبة بالغة.. ماذا حدث. أسمع صوت فتاتين تتحدثان بالقرب مني. كانت جودي إحداهما بالتأكيد.

"هل هو نائم الآن؟" سألت جودي. هل كانت تقصدني أنا؟ هل هي قلقة عليّ حقا؟

"أجل، سيستيقظ بعد زوال تأثير المخدر." قالت الفتاة الأخرى ثم أضافت "يجب أن نتكلم."

"حسنا.. سأشرح لك كل شيء.." قالت جودي.

"اجلسي أولا. سأسكب لك بعض الماء." قالت الفتاة الأخرى.

"روبي.. أنا آسفة، حقا." كاد صوت جودي الحزين يحطم قلبي.

"لا بأس. أنا مستعدة للمساعدةدائما.."

"لقد قام بإنقاذ حياتي.." شهقت جودي بالبكاء. تذكرت حينها وجهها المليء بالدموع عندما كنا في السيارة.

"ما الذي تقولينه؟ لماذا قد يحاول أحدهم قتلك؟" ارتفع صوت روبي قليلا من الدهشة.

"روبي.. اعتني به لأجلي."

"ما تقصدين؟"

"سأرحل من هنا."

"إلى أين؟"

"لا يهم! سوف أختفي و لن يجدني والدي أبداا.. حتى و إن استطاع إيجادي، فسأقتل نفسي قبل أن يمسك بي." تلك المجنونة كانت تخطط لقتل نفسها منذ البداية. لن أسمح لها بذلك. فتحت عينيّ و لمحت الفتاتين جالستين على الأريكة جنبا إلى جنب.

"لن تفعلي هذا! لن أدعك ترحلين." قالت روبي و احتضنت صديقتها بقوة.

"ما الذي..؟ ما هذا..؟" كان صوت جودي يكاد يختفي.

"أنا آسفة، لكن هذه أوامر الرئيس." قالت روبي بعد أن حقنت جودي بالمخدر.

حملت روبي هاتفها و اتصلت بالرئيس "سيدي لقد أتممت المهمة بنجاح. أي أوامر أخرى؟" صمتت للحظات ثم أضافت "أمرك سيدي."

جلست بهدوء عندما غادرت روبي الغرفة، نظرت نحو جودي التي كانت مستلقية على الأريكة المحاذية للسرير و فكرت بجدية في طريقة ما لمساعدتها على الهرب من هناك. كيف كانت تشعر يا ترى؟ حتى صديقتها المقربة قامت بخيانتها.. أعتقد أنها ستفقد الثقة بالجميع على حد سواء. كلنا خونة في نظرها..

فتح الباب فجأة و دخلت روبي إلى الغرفة مرة أخرى تحمل في يدها وسادة و غطاء. لم تعرني اهتماما، بل اتجهت مباشرة نحو جودي و وضعت الوسادة تحت رأسها و فردت الغطاء فوقها.

"كيف تشعر؟" تقدّمَت روبي نحوي ببطء. "هل تذكر ما حدث؟ من قام بمهاجمتكما؟"

"لا أعلم بعد، لكنني كلفت شخصا ما باقتفاء أثر المجرم."

"كانت جودي قلقة جدا عليك.." كانت تحاول ألا تنظر باتجاه صديقتها، "لقد فعلت ما بوسعي لأبقيها هنا اليوم. احرص على حمايتها بعد أن تستعيد قوتك."

"كيف التحقتِ بقافلة 'جواسيس الرئيس'؟" سألت بتهكم.

"لم أفعل.. لقد طلب مني الرئيس أمرا بسيطا جدا ألا و هو حماية جودي، و قد فعلت."

ابتسمت لا إراديا عندما سمعت جوابها.. "هل هذا يعني أنني أستطيع الوثوق بك؟"

"افعل ما شئت فهذا لا يعنيني." قالت و ناولتني بعض الأقراص "خذ هذه، ستقي جرحك من الالتهاب."

"شكرا لك يا دكتورة."

"سأحضر لك بعض الطعام. ابق عينيك مفتوحتين حتى أعود." قالت و غادرت ثانية.

حكايات منتصف الليل [Midnight Tales]Where stories live. Discover now