||10||

4.8K 331 25
                                    


المزاج الحزين لكِلا البونڤاز طغى على المكان وجعل الجميع يشعرون بالضيق داخل المكتبة، أكثرهم كانا الثعلب واللايكان الألبينو لذا أراد لِيونار تشتيت انتباههما.

«لم تريْ ميكايليس مؤخرا؟».
سأل سِيلا الشارِدة مع الفراغ.

«لا... رُبّما استيقظ».
ردّت ببال مشغول، فاستيقاظه قد يكون أخطر من وجوده في غيبوبة ؛ ماذا لو أكمل زِفافه من الأميرة فيولين ونسي أنه يملِك توأما تماما؟ أو ماذا لو أن سيلين علِمت بأمر لِقائهما في أحلامهما وقطعت رابطتهما تلك؟

كلها افتراضات ممكنة ولا سبيل لقطع الشكّ باليقين بما أن لا وسيلة لهم لمعرفة ما يجري داخل قلعة ملك اللايكان.

«ميكايليس؟ ملك اللايكان ميكايليس؟».
استفسر أمين المكتبة بفضول.

ناظره الرفاق بحذر فرفع نظاراته أعلى أنفه وتحدّث بقليل من الفخر.

«أغلب كتب قصر اللايكان من مكتبتي. سآخذ نسخة من ذلك الكتاب الذي كنتِ تقرئينه لمكتبة الأميرة».
مشيرا لما بيد سِيلا.

«حقا! متى ستأخذها؟».
تحدّثت بحماس.

«سأنطلِق الليلة، لِم؟».
أجاب محتارا.

«هل يُمكِنك أن توصِل رسالة لأحد داخل القصر؟».
تدخّل لِيونار قبل أن يزِلّ لسانها بشيء مهم ككونها التوأم الروحيّ للملك.

«آه، نعم سأحاول».
ابتسم لهم أمين المكتبة ثم غادر ليُكمِل توضيب ما سيأخذه معه.

فور أخذه منعطفا يُبعده عن المجال لسمعهم، التفتَ سِيزار يتساءل عن خطّتهما.

«قد يُمكننا التواصل مع درايتن، هات القلم بجانبك».
وحمل لِيو ورقة ليبدأ كتابة رسالة مُشفّرة، ظرفُها موجه لكبير الخدم هانسل لكنّ داخلها للورد درايتن تجنّبا لوقوعها في الأيدي الخطأ.

بحلول المساء، كان أمين المكتبة جاهزا للسفر وضمن حقائبه وضّب توأم البونڤاز في انتظار توافقهما أو على الأقل سيتواجدان بأمان في القلعة مع سيلين.

أما الرفاق الثلاثة فعادوا لتتبع النقاط المتوهجة من خريطة ظلام «إنڤنيو ستلا».

----

«هل تشعر بتحسّن الآن؟».
نطقت ڤاليرا للذئب الصغير الذي كان يسير بجانبها فقفز بين رجليها كردّ بالإيجاب.

مرت بضعة أيام منذ التقت به ويبدو أن الضربة التي تلقّاها منها قد شُفِيت ومعها زال خوفه من الأميرة ليتبعها في طريقها إلى الألبينو التالي المُحتمل، التيرايدا هيذر -صديقته المختفية-.

«لا ألتقط أية رائحة... متأكدون أننا نسير في الاتجاه الصحيح؟».
سألت مجددا.

ربما لا تلتقط حاسة شمّها كـ لايكان الآثار الطفيفة لرائحة التيرايدا، لكن أنف الألبينو أشدّ حساسيّة من خاصتها كما أنها مألوفة له لذا يسهل عليه جدا تتبّعها.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now