|06|

23.8K 1.9K 292
                                    


تنهدت سِيلا بتعب ورمت جسدها المُنهك على الفراش الناعم مُطلِقة تأوهات تُعبر عن ألمها.

«ظهري! يا إلهي!!».
حاولت إيجاد وضعية مُريحة حتى تتخلص من التصلّب الذي شعرت به في عمودها الفقريّ جرّاء الوقوف مُطوّلا لكن، مهما تقلّبت كالسمكة خارج الماء، لم تستطع تخفيف الشعور المؤلم.

جلست على ركبتيها فوق السرير ثم مدّت ذراعيها وانحنت بحيث صار وجهها مُلاصِقا لفخذها. بقيت على تلك الحال حتى خفّ وجع ظهرها ثم نهضت لتبدأ مُهمتها.

أثناء تسوقها مع راف وداني لم تستطع اختيار شعر مستعار دون إثارة فضولهما لذا اشترت صبغة سوداء ومقصا من أجل صنع تسريحة جديدة للشعر القديم.

أوصدت باب غرفتها وفتحت باب الشرفة حتى لا تتسلل رائحة المواد الكيميائية إلى بقية غرف القلعة.

نزعت الشعر المستعار عن رأسها وتركت خصلاتها الشبحية تتحرك بحرية بفعل النسيم الليليّ البارد، وضعته على المكتب وأخرجت المقص لتبدأ في تقصيره. كانت تريد أن تجعله يصل إلى منتصف صدرها تقريبا لكن لعدم خبرتها في الأمر انتهى به المقام عند مستوى كتفيها تماما.

لم تنزعج كثيرا من ذلك وخلطت الصبغة في طبق بلاستيكي جاء في العلبة قم غمّست فيها الشعر وتركته لتحدث التفاعلات التي ستُغيّر من لونه. انتقلت بعد ذلك للأكياس العديدة حتى تضع ملابسها الجديدة في الخزانة.

بعد ساعة، كانت قد انتهت من مهمتها وخلدت أخيرا للنوم عند منتصف الليل.

طرقٌ متواصل على بابها -في اليوم التالي- أجبرها على الاستيقاظ في ذعر والتقدّم نحوه بحذر.

«نـ نعم..؟».
تحدّثت بنبرة متوتّرة دون أن تفتح القفل.

«جلبتُ لكِ الزيّ الرسميّ للعمل».
صدر صوت أنثويّ غير مألوف ومستعجل.

«اتركيه أمام الباب، شكرا لك!».
ردّت سِيلا وانتظرت ابتعاد خطوات الفتاة قبل أن تُسرِع وتُدخل الزيّ.

كان مُكونا من: سروال ياقوتيّ شبه ضيّق من قماش يتمدد عند الحركة، قميص أبيض طويل الأكمام وسترة صدارية بنفس درجة لون السروال. وكبديل لهذا، كان هناك ثوب أسود قصير به بعض التفاصيل البيضاء. ومعهم أيضا حذاء رياضيّ.

راجعت جدول واجباتها ثم تفقدت ساعتها لتجد أنه معها ١٥ دقيقة لتتناول فطورها ثم تأخذ فطور الأميرة فيولين.

أسرعت في ارتداء الزي الأول وتعديل شكلها وركضت للمطبخ في الطابق الأرضي لتجد عربة من مستويين عليها أطباق مُغطاة، رجل رماديّ الشعر في بذلة طبّاخ دفع العربة باتجاهها ثم وضع صينية أمامها.

«هذا من أجلك وما بالعربة من أجل الأميرة».
تكلّم بابتسامة ثم عاد لأدواته.

تناولت سِيلا طعامها في عُجالة وسألته عن مكان جناح الأميرة، الطابق الثالث البوابة التاسعة على اليسار. ركبت المصعد مع عامِل آخر علّمها كيفية استعماله ثم تركها في الطابق المُراد.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now