|17|

18.1K 1.5K 276
                                    

لم يُرِد إفلاتها. حتى إن أشرقت الشمس ثم غابت مجددا، حتى إن مرّت عليهما أبدية وهما في تلك الوضعية؛ لم يُرِد إفلاتها أبدا.

لكنه لم يكن من الذين ينصاعون لرغبات قلبهم كالجِراء الضالة ولا من الذين يتركون السيطرة لجانبهم الحيوانيّ؛ كان عقله يتدخل في كل قرار يتّخذه، يحسب الإيجابيات والسلبيات ثم يوازِنها ليقوم بالخيار الأنسب له ولغيره.

وفي تلك الحالة، السلبيات فاقت الإيجابيات بأشواط.

أولا، ليس متأكدا تماما من أنها فعلا ما يظنّها فلا يُفترض أن تتواجد أصلا. ثانيا، كونها بشريّة سيُضعِف مملكته. ثالثا، لديه خطيبة واقعة في غرامه وتنتظر يوم زفافها له بفارغ الصبر. رابعا، لا يمكنه تشويه علاقته بوالدها فهو شخص مهم جدا له وللمملكة. خامسا، هناك إمكانية أنها تُواعد صديقه المقرّب. سادِسا...

تبخّرت كل تلك الأسباب عندما تحركت الشابة التي بين ذراعيه لتقِف على أطراف أصابعها ثم تُقابِل عنقه بوجهها. داعبت أنفاسُها الدافئة بشرتُه الباردة وصولا إلى نقطة تحت أذنه بقليل مُولّدة قشعريرة سرَت في كامل جسده.

غريزة ما تملّكت سِيلا لتطبع شفتيها هناك وتُطِيل البقاء بينما اشتدّت قبضة ملك اللايكان حولها.

«إنه جرح من أشواك الورد...».
تمتمتْ مُفسّرة سبب تصرفها، رغم أنه لم يكن هناك لا جرح ولا حتى قرصة بعوضة، وحاولت بفشل الإفلات من حضنه.

«ظهري بأكملِه يُعاني من جراح تلك الأشواك، هلاّ قبّلتِها لتتعافى أيضا؟».
طلبَ بقليل من الشقاوة، عذر سخيف ليُجبرها على البقاء معه وقتا أطول فجراحه ستُشفى خلال دقائق بأي حال.

«ومن سيُقبّل قلبي المجروح؟».
فاجأتْ نفسها بالسؤال، فهي لم تعترِف بعد بأن ما حدث لها قد آذى مشاعرها فعلا.

«لِيو شخص جيّد... سيعتني بك وسيشفي جميع جِراحك».
كان رده الفاشِل الذي أراد إقناع نفسه به لكن مجرّد تخيّلها معه جعل دماءه تغلي وذئبه يستشيط غضبا.

«لا يحِق لك الإنفصال عني هكذا بينما لم تكن بيننا علاقة أصلا!!».
ضربتْ صدره بقبضتها في سخط فجمعَ قبضتيها في يد واحدة وناظرها بابتسامة حزينة قبل أن يُلاحِظ الخطوط الحمراء الرقيقة عليهما، آثار تركتها أشواك الورد.

انحنى دون تفكير يُقبّل كل منها إلى أن لفحته رائحة دمائها. كانت شبيهة جدا برائحة دمائه هو المنبعثة عن ظهره، الاختلاف الوحيد يكمن في أنها ذات عبق حلو جذّاب له.

لم يُصدّق حاسة شمّه وأخرَج لِسانه يتذوّقها ليؤكد شكوكه، أنها بالفعل لايكان مثله!

قرأت سِيلا على ملامحه أنه قد اكتشف حقيقتها بالطريقة التي اكتشفتها الأميرة ڤاليرا، فازدادت رغبتُها في الهرب منه ومن القلعة نهائيا.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now