||06||

9.8K 812 69
                                    


لم تأخذ أميرة الجنيّات وقتا طويلا لتعود رفقة امرأة ذات هالة ساحرة.

خطواتها نحوهم كانت متزّنة ولم تتعثّر بالرغم من طول ثوبها الذي مسح الأرض وكشف لمحات عن ساقيها البرونزيتين، خصلاتها الزهريّة أيضا تدلّت خلفها وتشابكت بأوراق خضراء وبتلات متعددة الألوان كبُستان زهور فريد من نوعه.

لكن رغم أنها كانت تجسّدا للحياة والطبيعة إلا أن نظراتها كانت ميّتة منطفئة وتعابير وجهها جامدة في تعاسة.

حامت حولها الجنيّات بحماس لوجودها بينهنّ ثم أرشدنها إلى جانب سِيلا، حين رؤيتها لإصابتها انخفض كتفاها كأنما وُضِع عليهما ثقل كبير وشردت بعينين دامعتين في الفراغ.

«عذرا... صديقتي تُحتضر، هل يمكنكِ مساعدتها؟».
قاطعتها ڤاليرا بعدم صبر عندما لاحظت جمود الألبينو التامّ، شفتاها تلوّنتا بالأزرق وعروق وجهها برزت كجثّة متجمّدة.

«ليست تُحتضر».
تحدّثت المرأة بنبرة هادئة ثم وضعت كفّها على خدّ سيلا وأخفضت رأسها لتزفر نفسا دافئا على وجهها ما جعلها ترتجف وتفتح عينيها ببطء.

نادت الأميرة باسمها لكنها لم تلتفت نحوها فقد كانت تتمعّن خضرة عينيّ المرأة أمامها، شيء بداخلها تعرّف عليها.

«لا يمكنني محو العلامة، هذه حدود قوتي».
نطقت بنفس الهدوء وهمّت بالوقوف.

«گوري؟».
نهضت سيلا وتشبثت بطرف ثوبها ثم نطقت الكلمة التي تردد صداها في عقلها.

بدت الصدمة على وجه الأخرى ثم الغضب لتسحب ثوبها وتبتعد بضعة خطوات عنها.

«پيرسيفون هو اسمي!».
ردّت تُصحح اعتقادها.

«شكرا جزيلا، بيرسيفون، نحن ممتنون لكِ».
تدخلت ڤاليرا لتُغيّر الجو المتوتّر فأومأت لها ذات الخصلات الزهرية لتعود الجنيّات للحَوْم حولها بسعادة.

«ماذا حدث؟».
سألت سِيلا بنظرات مشوشة.

«ثعبان ما من الكهف قام بعضّك، پيرسيفون أنقذتكِ».
أجابتها الأميرة مُتذّكرة القلق الذي كان يُضيّق عليها بسبب ما جرى.

«أيّ كهف؟ لقد كنتُ في الحديقة الملكيّة مع ميكا...».
أضافت سِيلا باستغراب.

«ما زال بإمكانكِ دخول هلاوسه؟ ألم يستيقظ بعد؟».
استفسرت الأميرة وانتابها قلق جديد على شقيقها.

«لا أدري، أشعر بالتعب».
رفعت سِيلا يدها لتُمسك رأسها ثم أخفته في كوعها وعادت للاستلقاء على أرضية الغابة مُتكوّرة على نفسها.

لحظات وانتظمت أنفاسها لتخلد لعالم الأحلام مجددا. تنهدت ڤاليرا سعيدة على الأقل بأنها لم تُفارقهم للأبد.

طال الهدوء ومعه اشتدّ توتر الثعلب والطبيب فعادا للفتاتين حين خفّت عليهما نوبة العطس. لِيونار سارع وجلس إلى جانب سِيلا يتفقّد جرحها الذي التأم مُخلِّفا علامة سوداء تبدو كوشم لطخة عشوائيّة على فخذها.

سِيلا ✓जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें