||15||

9K 694 65
                                    


«هل أنتِ بخير؟».
سألها لِيونار ما إن فتحت عينيها بعد أن لاحظ أنفاسها المضطربة.

«أظّن ذلك... حلم غريب فقط».
تفقدّت شعرها فوجدت أن طوله ما زال كسابقه -يصِل إلى منتصف ظهرها- وليس كما رأته في حلمها يتدلى على الأرض ويلفّ جسدها.

«هل حدث شيء لـ ميكا؟».
ضاق حاجباه في قلق لتُريحه بحركة من رسغها وتخبره أنها لم تره أصلا ما يعني أنه استيقظ على الأرجح.

بعد ذلك دخلت الحمام لتغتسل فأغراها لتقصير شعرها مِقص موضوع فوق المغسلة، نظرت لانعكاسها وتخيّلت شكلها الجديد لكن طرقا قويا على الباب أفزعها لوهلة.

«لا تفعلي ذلك!».
صدر صوت الطبيب من الجهة الأخرى فاستفسر منه الثعلب سبب صياحه ليأتي هو الآخر ويضرب الباب بطرق أقوى من السابق.

«إن قصصتِه سأشنقكِ ببقاياه!».
هددها سيزار ففتحت الباب تحمِل المِقص وتحدّق فيه بابتسامة سادية.

«سأقص لِسانكَ أفضل...».
ثم لاحقته حول الغرفة بينما صاح بهما لِيونار أن ينتبها حتى لا يجرحا نفسيهما.

واصلا شِجارهما الطفوليّ إلى أن تعثر الثعلب ووقع على السرير لتثِب سِيلا فوقه وتخنقه بيديها -فقد أوقعت سلاحها سابقا-. وسط قهقهاتهم، التي كان سببها حصولهم أخيرا على قسط كافٍ من النوم، دخلت الأميرة ثيرسا لتجد اللايكان مع توأمِها في وضع مُريب.

«سموّ الأميرة...».
حيّاها الطبيب بإيماءة برأسه.

عند سماع حديثه، توقف الثنائيّ عن العبث ونظرا للدخلاء على جناحهم. أخذا كل وقتهما للانفصال والنهوض، فقط لاستفزاز سموّها.

«الساحرة هيوغي تحمِل رسالة لكم مِن سيلين».
تكلّمت ثيرسا بجفاء فتقدمت من خلفها نفس الساحرة التي كانت في حاشية الملك سابقا وأحنت رأسها لهم.

«قوى الآلبستارز تضاعفت وقد تلفِت النظر إليهم أكثر، سيلين تأمركم بالبحث عنهم أسرع».
نقلت هيوغي الرسالة بنبرة جامِدة.

«نحن على عِلم بذلك».
أجابها سيزار ومد ذراعه التي التفّت حولها نار بيضاء كثعبان نحيل.

انحنت الساحرة مجددا وهمّت بالمغادرة فلحقتها سيلا لتستطلع منها خبرا عن توأم روحها. هل ما زال يُعاني في غيبوبته؟ هل استيقظ وبدأ البحث عنها؟ هل استيقظ وتزوّج فيولين بالفعل؟... كل تلك الفرضيات تقودها للجنون.

أخذت هيوغي منعطفا ثم وقفت تحت ضوء الشمس الداخل من النافذة العالية المزخرفة واستدارت لتُحدّق بنظرات غير مفهومة في اللايكان الواقفة في الظلّ.

«لا يجب على النجوم أن تختلط بالظلام...».
تحدّثت بنبرة غريبة وأخفضت عينيها إلى نقطة ما.

«ماذا؟... أردتُ فقط أن أسألكِ إن كان ملك اللايكان قد استيقظ من غيبوبته».
ردّت سِيلا مُحتارة من كلامها.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now