||08||

4.1K 324 21
                                    


الأصوات الحادة التي صدرت عن الجنيّات زادت من هلع ڤاليرا بعد شعورها بالألم، فنهضت تنفض جسدها لتُبعِد أيا كان السبب عنها.

ركلتُها العشوائية اصطدمت بشيء طريّ فأطلق عُواء منتحبا جعلها تكفّ عن الحركة وتُحِس بالذنب حتى قبل رؤيته.

كان جرو ذئب، ثلجيّ الفرو وضئيل الحجم ؛ استلقى على المرج الأخضر دون حراك يبكي من قوة إصابته.

«آه! أنا آسفة، لقد أفزعتَني...».
حاولت ڤاليرا الاقتراب منه لتتفقده لكنه أصدر أنينا يُظهِر خوفه منها فتوقفت ونظرت إليه من بعد.

الجنيّات سارعن إلى جانبه كسِرب من البريق الدافئ ؛ هذه تُداعب فروه، تلك تمسح دموعه والأخرى تُحادِثه بكلمات تُطمئِنه أنه بخير وما حدث كان عن غير قصد من الأميرة.

«أنا حقا آسفة... هل هو على ما يُرام؟».
جثت حتى لا تبدو خطِرة بالنسبة إليه فطارت إليها إحدى الجنيّات تُخبِرها أنه لم يتأذى بشدة.

لحظات وتحوّل إلى شكله البشريّ، صبيّ لا يتجاوز الحادية عشر، شاحب البشرة وخصلات الشعر؛ ثم ناظَرها بحذر بعينيه الداميتين.

«أأنتَ بخير؟ ماذا تفعل هنا بمفردك؟».
سألتْه بألطف نبرة صدرت منها منذ فترة طويلة.

«ماذا تفعلين أنتِ هنا؟ هذه أرض هيذر، التيرايدا التي أنشأت هذا المكان ولا أحد يمكنه دخولها دون إذنها».
نطق بصوت خافت.

«الجنيّات ساعدنني للدخول. هل يُمكنني تفقّد إصابتك؟».
مجددا، كانت لطيفة في حديثها معه فأومأ لها بقليل من التردد لتتحرك نحوه ببطء تحمِل قميصا إضافيا من حقيبتها لتُغطّيه به.

الكدمة التي بدأت بالتشكل على جنبه الأيمن لم تكن بذلك السوء لكنها آلمته، لذا وضعت عليها ڤاليرا مرهما مُسكّنا للألم كان في حوزتها للطوارئ.

«ستُشفى سريعا».
تكلّمت بابتسامة لتُريحه لكن دموعه المحبوسة انهمَرت ومعها ارتجفت شفته وانطلقت منه شهقات خافتة.

«لن... تفعَل. ليس لديّ... القدرة على... الشفاء».
صوت بكائه ارتفع فجأة فضمّته ڤاليرا إليها تلقائيا تُربّت على ظهره وتُحاوِل التخفيف عنه.

لا شكّ الآن في أنه آلبستار، جميع الصفات المميّزة تنطبق عليه.

----

«أين سِيزار؟».
طرحت سِيلا بعد أن فتحت عينيها من النوم لِتجد الطبيب جالِسا بشرود مقابلا لها.

«قال أنه سيبحث عن الطعام... منذ ساعة. لذا أُرجّح أنه يملأ بطنه من دوننا».
أجابها مُمازِحا فقهقهت واستقامت تحُكّ عينيها.

«لن أتفاجأ بذلك».
ردّت ونهضت تتجه للحمام لكن باب غرفتهم انفتَح بقوّة ليصطدم بالجدار.

سِيلا ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن