||01||

17.7K 1.1K 162
                                    


لم تكد نجم النهار أن تُشرِق حين بدأت رِفقةُ الآلبستارز رحلتها نحو الشرق. اللايكان سيلا، الثعلب سيزار، الإريميا لِيونار، الأميرة ڤاليرا وفرد خامِس غير مُتوقّع هو النيريد توڤال -الآلبينو الذي عاش في البركة وسط الحديقة الملكية ولم يجِد توأمهُ بعد.

سيزار كان مَن لاحظه، بعد أن لم يغمض له جفن تلك الليلة وجلس يستجمع أفكاره قرب بِركة النيريد، حتى استشعر الذبذبات الصادرة عن الخريطة في جيبه وتتبّع النقطة اللامعة فيها إلى النيريد الشاحب. وبهذا أصبح للرِفقة نقطة بداية وتمّ حمل توڤال في عبوة غير قابلة للانكسار ليُرافِقهم كي يجدوا توأمه.

لكن تبقى عقبة في طريقهم، فصيلتهُ شبه مُنقرِضة وما من مكان معروف يتجمّعون فيه.

«ذكّروني لِم نتّجه شرقا؟».
سألت ڤاليرا بينما ساروا في غابة غير مأهولة.

استغنت الأميرة عن أثوابِها الفخمة وارتدت بذلة جلديّة بنيّة غطتها بمِعطف عاديّ، قد يكون الفصل ربيعا لكن الجوّ أبى أن يدفأ. البقية ارتدوا ملابسا عاديّة أيضا، باختلاف أن الآلبينو أخفيا ملامحهما المميزة بشعر مستعار وعدسات مُزيّفة حتى لا يتم رصدهم من قبل مجموعة جيزمون التي عزمت على صيدهما.

«لنكسِب سُمرة من شواطئ المملكة».
ردّ الثعلب باستخفاف لتنكِزه سِيلا، نُقص النوم جعله مزعِجا أكثر من العادة.

«سنبحث عن تجمّع للنيريد، وللقيام بذلك يجب أن نسأل الصيّاد الأول لهم -الحوريّات-».
تحدّث لِيو ببال مشغول. الحوريات أكثر فصيلة يكرهها، مكرهنّ ومُعاملتهنّ الوحشيّة لتلك المخلوقات الصغيرة وكذلك مقاومتهن لقدرته هو ما يجعله يحقِد عليهن.

«أو يمكننا أن نسأل ساحِرة ما».
اقترحت ڤاليرا ليُقهقه سيزار ساخِرا.

«آخر ساحِرة تعاملتُ معها تبيّن أنها سيلين ثم رمت بي في منتصف هذه الأسطورة الدمويّة. أُفضّل أن تُغريني حوريّة إلى قعر المحيط على أن أتعامل مع ساحِرة أخرى».
كانت إجابته قبل أن يعود الصمت بينهم.

الطبيعة استيقظت حولهم، ألحان العصافير زقزقت وبعض الحيوانات الصغيرة خرجت من جحورِها بداية اليوم. قطر الندى تلألأ على أوراق الشجر جاذِبا الحشرات إليه لترتوي. لكنّ أياً من أبطالنا لم يتوقف ليتمعّن جمالها، بأعين حذِرة وأجساد متعبة واصلوا السير نحو إحدى المدن الساحليّة.

بإنقضاء منتصف اليوم كانوا قد وصلوا إلى نُزل استقروا فيه بضعة ساعات للراحة والتزوّد بالأكل ثم استأجروا قارِبا لزيارة الجزيرة الصغيرة القريبة التي اتخذتها بضعة من الحوريات موطنا لها.

خلال تلك الدقائق التي أبحروا فيها غادَر سِيلا كل القلق الذي كبّلها وطغت الغِبطة على تعابير وجهها، فهذه أول مرة ترى فيها البحر وتشعُر بنسيمه المالِح الذي يُصفّي الذهن والرئتين. حتى النيريد الذي كان في حقيبة لِيونار طالَب بأن يرى المنظر عندما سمِع تضارب الأمواج.

سِيلا ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن