|||07|||

1.8K 168 12
                                    


«أين كنتْ؟».
سألته آسترايا بنبرة مُعاتِبة زادت من شعوره بالذنب.

«معكِ دوما».
ولم تكن تلك كذبة.

«نعم، يُراقبكِ من الظلال كالمتربّص».
صوت ثالث تدخل ليردّ بالحقيقة مُتربّعا فوق أحد الأغصان المتفحمة.

«كْروْ، اِذهب إلى قبرك في صمت».
تغيّرت ملامح لِيونار لتعكس ما هو أكثر من الانزعاج، أقرب إلى رغبة في الإبادة ؛ ملامح غريبة جدا على وجه دائم الابتسام ذو الهالة الآمنة.

لكن كروْ متعوّد على ما هو أسوأ من نيكسون، لذا لم يتأثر البتة.

«لا أستطيع، لديّ مهمّة إعادة آسترايا إلى المنارة».
تحدّث كجنديّ نبيل وفيّ لواجبه في خدمة ملكه.

«سأُعيدها بنفسي، يمكنكَ الذهاب».
أجابه لِيو مُحاولا التمسّك بهدوء أعصابه أمامها.

«لا يجوز! نيكسون أمرني بإعادتها الآن!!».
استفزّه كْروْ مجددا.

«اِلمِسها وسأنتِف جناحيكَ ريشة بريشة!».
رصّ على أسنانه وتأهب لينهض.

«لِم؟ هل تغار؟».
وكانت تلك القطرة التي أفاضت الكأس ودفعت لِيونار للنهوض كي يُعلّم الغراب درسا.

آسترايا تفاجأت من اِنفعاله وسارعت لإيقافه تُحيط وجهه بكفّيها كي لا ينظر ناحية كْروْ الذي سمِعته يُرفرف مبتعدا بعد أن نال مبتغاه.

«لِيو، لا بأس؛ لا تغضب».
حين أدرك أنه جعلها تتوتر، تضاعف شعوره بالذنب وحاول الابتعاد عنها ليمنحها مساحة دون فوضاه.

لكن ذلك كان له مفعول عكسي جعلها تهلَع وتتمسّك به بقبضة حديديّة كي لا يترُكها مجددا.

«لا تذهب!».
نطقت بحِدة تُفشي خوفها.

«أنا هنا... تشبثي جيّدا».
طمأنها ثم ضمّها إليه واندفع نحو الأعلى ثم حلّق بها إلى داخل المنارة أين كان نيكسون في انتظارها فعلا.

العقدة بين حاجبيه ما تزال حاضِرة لذا يبدو أنه لم يتصالح مع گوري بعد، أضف على ذلك بلاغ كْروْ الأخير عن آسترايا التي عانت انهيارا قبل قليل ؛ لديه الكثير ليتعامل معه فوق واجباته المعتادة.

«ما المشكلة؟».
سألته آسترايا.

«أنتِ. اقتربي إلى هنا».
كفّه انبسط ناحيتها يدعوها لكنها ترددت، ليس لخوفها منه بل لخوفها من اختفاء لِيونار من وراء ظهرها مجددا.

لذا تقدّمت دون أن تُفلت يدها خاصته، تجرّه ليقف بجوارها.

«لم أفعل شيئا...».
هي لم تُحاول الانتحار مرة أخرى، هذا ما قصدته بجوابها.

«لا، لكنكِ تعرّضتِ لإنهيار عصبيّ قبل قليل».
رد نيكسون مُتجاهلا طاقة لِيونار كي يُعايِن طاقتها.

سِيلا ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن