|||10|||

1.7K 134 14
                                    


غابة الآلف كانت أمامهم.

أو هكذا أخبرهم دليلهم البشريّ من القرية القريبة. ما كان أمامهم فِعلا هو مجرّد غابة تبدو عاديّة دون أي ملامِح من الأساطير التي سمعوها عنها.

«ماذا الآن؟».
سأل سيزار بينما خيّموا بالقرب منها.

«نستريح ساعة كي نستجمع طاقتنا ثم ندخلُها مستعدّين لأي خطر ممكن».
أجابه ميكايليس.

لكن قبل أن تنقضي تلك الساعة تماما، تقدّمت قافلة ما من حدود الأشجار. بدت موكِبا ملكيّا، تأكد سيزار من هويّة مالِكه عندما هاج ثعلبُه ورغِب في الاقتراب.

«توأم روحِك؟».
نطق ميكا عندما لاحظ اضطرابه ونظراتِه الحادة.

«لعنة روحي».
رد يرصّ على أسنانِه ثم زفر نفسا طويلا ونهض ليقطع طريق القافِلة خلفه اللايكان.

الأشهر السابقة كانت عطلة له من إزعاج أميرة الثعالب المتواصِل.

بعد أن رفضت خطّتهم لإنقاذ لِيونار وسيلا -ليس وكأن أحدا دعاها للمساعدة فيها- افتعَلت شجارات لا نهائيّة معه أرهقت أعصابه أكثر من أي شيء في حياتِه، هراء مبتذل عن كونهما توأمًا روحيًا وعليه العودة معها كي يرضى والِدُها عليه -وكأن رضاه يهمّ سيزار، فهو يكره فصيلته بأسرِها، خاصة ملِكها-.

وانتهت تلك الدراما بلعنِه سلالتَها حتى اليوم الذي يقع فيه القمر ؛ ذلك أكّد لها أن لا أمل فيه وعادت إلى والِدها تجرّ ذيلها باكية.

لقاؤه بها هنا ليس خطة من القدر لجمعِهما معًا، بل على الأرجح إحدى مكائدِها المتعددة.

«سموّ أميرة الثعالب، يا للصدفة. مالذي جلبكِ هنا؟».
تولّى ميكايليس الحديث قبل أن تشتعِل معركة جديدة.

«صدفة ذيلي...».
تمتم سيزار.

«جلالة ملك اللايكان، لدى الثعالِب أمور خاصة مع الآلف سأتولّى مناقشتها نيابة عن والِدي. ماذا عنك؟ ماذا تفعل هنا؟».
تصنّعت ثيرسا نبرة لطيفة فهي لا تُحبّذ ملِك اللايكان، وتجاهلت توأمها.

«صدفة أخرى! أنا أيضا هنا من أجل أمور خاصة مع الآلف. ما رأيكِ أن ندخُل معا؟».
عند عرض ميكا ذاك، ألقت الأميرة نظرة خاطِفة لـ سيزار تستطلع رد فعله.

وحين لاحظت رفضَه للفِكرة، وافقَت بصدر رحِب ليسيروا معًا.

حُكمهم السابق عنها لم يكن خاطئا تماما فقد كانت فِعلا غابة عاديّة، أشجار خضراء طويلة، أعشاب وحيوانات صغيرة اختبأت في جحورِها لدى دخولِهم.

إلا أنه بتوغّلهم أكثر، تغيّرت هالة محيطِهم إلى أخرى غريبة وطفَت حولهم يراعات زمرّديّة دون خوف منهم ؛ كانت تلك مبعوث الآلف للتعرّف على ضيوفهم قبل أن يُظهِروا أنفسهم.

سِيلا ✓Where stories live. Discover now