||21||

7.4K 633 142
                                    


«كيف فعلتَ ذلك؟».
ارتدّ صدى سؤالها في الظلام الذي جلست فيه.

كانت نائمة -أو ذلك تخمينها فهي لم تشعر بضعفها المعتاد بل العكس تماما، لهذا تُحب النوم كثيرا لأنه يُشعِرها بأنها طبيعية-.

«فعلتُ ماذا؟ عندما جرحتُ مشاعر حبيبك؟ أم عندما استحوذتُ على جسدكِ؟».
أجابها نفس الصوت الذي سكن أحلامها مؤخرا ثم التفّ حول جسدها كدخّان حالك السواد.

«كيف استحوذتَ على جسدي؟ من أنت؟».
حاولتْ إبعاده عنها كمن يُبعد ذبابة لكن ذلك زاده كثافة.

«كم مرّة سأخبركِ أنني بـ داخلكِ؟ جسدكِ مِلكي لحد ما، فقط استسلمي لي وسأُنهي كل آلامك».
ظهرت عيناه الزرقاوتان ثم ابتسامته الخطيرة لتقوم بتنويمها.

تتبعت سِيلا الدخّان إلى مصدره فوجدته منبعثا من ذلك الجرح على فخذها الذي تسبب فيه الثعبان العملاق من الكهف. العروق السوداء مازالت تمتد في جسدها وقد غزت ساقيها بالكامل وارتفعت إلى صدرها تقريبا، لم تكن مؤلمة أو أي من ذلك القبيل، فقط موجودة وتشعر بشيء يسري فيها ليستولي عليها.

ضغطت على بطنها المكشوف فوق أحد العروق فانتقل السواد إلى إصبعها كأنما غمسته في حبر قاتم.

«كيف للظلام أن يكون خَلاصي؟».
تساءلت عندما تجسّد أمامها كليّا.

«حين يكون حامل النّور طاغيا، فلا خلاص منه إلا باعتناق الظلام».
وأدار ظهرها له كي يُريها مشهدا غريبا عنها.

سيلين كانت تجلس بشموخ على عرشِها، اللورد والأميرة لم يكونا إلى جانبها هذه المرة. وأمامها وقفت السيدة ناتال، زوجة الجنرال الأول الراحل ووالدة الأميرة فيولين، جاثية على ركبتيها وترفع يديها متوسّلة.

«جلالتكِ! اجعلي ابنتي ملكة اللايكان، أتوسّل إليكِ. لقد ربيّتها طيلة حياتها من أجل هذا الدور فقط لتأتي تلك الشاحِبة لتسرق خطيبها ومستقبلها».
لم تنظر إليها بدافع الاحترام وأبقت عينيها مثبّتتين على حذائها الفضيّ اللامع.

«هل تكفُرين بالنعمة التي منحتها لملككِ؟».
نطقت سيلين بنبرة مغلّفة بتهديد.

«لا، أبدا جلالكِ! لكن تلك الفتاة غير مناسبة لتكون ملكة اللايكان بينما ابنتي قد تجهّزت لهذا الدور منذ كانت طفلة، جلالتكِ حاكمة عادلة ولن تسمح بأن تسقط مملكة اللايكان بسبب تافه كهذا».
أردفت السيدة ناتال تختار كلماتها بعناية، تُلمّح لما تُريده تارة وتمدح سيلين تارة أخرى.

«وكيف تقترحين حماية مملكة اللايكان؟».
مالت ناحيتها مُسندة كوعها على العرش. كانت تعلم بالفعل الإجابة، أرادت فقط أن تسمعها بوضوح.

«بالتخلّص من الفتاة».
قالتها دون خجل فقهقهت سيلين لاإراديا على وقاحتها.

«تريدين مني أن أتخلص من أحد الآلبستارز خاصتي؟».
طرحت باستهزاء.

سِيلا ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن