|09|

20.4K 1.7K 267
                                    


«مكتبة الأميرة ڤاليرا محظورة على الخَدم، وكذلك غرفها الخاصة، إلا بحضور زوجها اللورد درايتن».
تحدّثت داني بشبه عِتاب هامِسة للشابة بجانبها حول طاولة العشاء.

«شعرتُ أن بريتا لم تكن صادقة عندما أخبرتني أنها أوامركِ...».
ضيّقت سِيلا عينيها منزعجة من وقوعها في خدعة الخادمة التي يبدو أنها لا تنوي لها الخير أبدا.

«زوجتي المسكينة، هل لمستك الأميرة في أماكن مُحرّمة؟».
ضمّها راف إليه عابسا بوجهه ومتحدثا بنبرة بريئة تستعمل مع الأطفال.

اتسعت عينا داني من تصرفه ذاك لكنها أبقت على هدوئها منتظرة الفرصة المناسبة.

«لا! فقط... هي... أخذت قبلتي الأولى!!».
أخفت سيلا وجهها بين يديها والإحراج يكاد يخنقها، من كان يتصور أنها ستفقد قبلتها الأولى لأميرة اللايكان وليس لتوأم روحها...

«لا بأس، تلكَ لا تُحتسب. ما رأيك في إعادة المحاولة معي؟».
اقترح راف بعد أن انتهى من الضحك لينتفض فجأة جراء سكب داني لماء بارد بين ساقيه.

«رأيتُ أن حرارتكَ ارتفعت أكثر من اللازم...».
هزّت كتفيها وعادت لطعامها.

«تريدُكَ أن تكون قبلتها الأولى».
همست سِيلا له فتشاركا ضحكة وأنهيا عشاءهما بالمزاح المعتاد.

شخصية راف المرحة التي لا تخلو حواراتها من المعاني المنحرفة بدأت تؤثر عليها وهي سعيدة جدا بذلك، بعض الطاقة الإيجابية لا تضرّ أحدا.

لم تُمطِر تلك الليلة إلا أن الجو لم يخلو من البرودة التي تقشعر لها الأبدان.

بعد العشاء، عمّ سكون في القلعة وآن أخيرا وقت سِيلا للتجول بمفردها. لم يخمُد فضولها رغم أنها المرة الثالثة التي ترى فيها الحديقة الملكية، بل سارت بين الأجمات وعيناها تلاحظ كل غصن وورقة ثم تهمس باسم كل زهرة وشجرة.

تركيزها الشديد جعل المشهد من الليلة السابقة يتكرر، ينقصه فقط وقوعها على مؤخرتها ويزيد عليه ضحك الشاب على الصرخة التي بدرت منها عندما فاجأها بهيئته المتصنمة على أحد المقاعد.

«بومة! أُقسم أنكَ بومة متحجرة!».
صاحت به ويدها على صدرها بينما التقطت أنفاسها.

«وأنتِ نعامة غبية... استبدلتُ صفة ‹خرقاء› لأن ‹غبية› ملائمة أكثر».
قهقه أكثر ثم عاد لوضعيته السابقة، الساق اليمنى على الركبة اليسرى.

«أعني، من يُلدغ من الجحر نفسه مرتين؟... فقط نعامة غبية مثلكِ».
أضاف بنبرة استفزازية وأسند ذقنه في باطن يمينه.

«البومة لا تلدغ».
تحاذقت سِيلا بابتسامة زائفة نحوه ثم تقدمت لتجثو بالقرب من بركة النيريد.

ظهرَت ثاميا من الظلال مستعدة لنهيها عن لمس الماء أو إزعاجهم.

«تِلك بِركة النيريد، لا تُعكّري صفوها كما عكّرتِ هدوئي...».
تحدث الشاب قبل أن تُبادِر ثاميا بأي فعل فغادرت بما أنه يتولى الأمر.

سِيلا ✓Unde poveștirile trăiesc. Descoperă acum