|||05|||

1.9K 167 34
                                    


بدأت تُهلوِس.

ذلك التفسير الوحيد.

موتها الوشيك، عودة لِيونار، انفعال نيكسون وتحوّل رفيقها الغراب إلى مراهِقة. كل تِلك حتما هلوسات فلا دليل على حدوثها فِعلا.

هل فقدت السيطرة على عقلها فأصبح يخلِق لها سيناريوهات خياليّة كي لا تشعر بالضجر؟

حتما تلك هي حقيقة واقِعها الآن.

عودة لِيونار مستحيلة، لأنه نزف للموت بين ذراعيها وتركها تُجابِه العالم بمفردِها ؛ حتى أنها رأت شبحه يطوف حولها ذات مرة... أم كانت أكثر من مرة؟

لرُبما قد فقدت عقلها منذ مدة طويلة، والآن فقط أدركت الأمر.

ذلك الاستنتاج دفعها لأن تُجهش مجددا دون دموع، فقد جفّت من كثرة بكائها.

كانت تدفِن نفسها تحت أغطية السرير، تضمّ ركبتيها إلى صدرِها وتبكي عليهما غير مكترثة لصوتِها العالي أو لرؤية رفيقها الغراب لها -نعيقُه خرس ليسمح لها بأن تكون مصدر الضوضاء الوحيد في المكان-.

وحين أُرهِقت، مالت للجانب وغفت في نوم عميق خالٍ من الأحلام.

زارها الغُراب عندما سمِع الهدوء ليطمئن أنها لم تمُت ثم حطّ فوقها حذِرا ألا يخدِشها بمخالِبه.

----

«كْوري... ».
نادى نيكسون وسط الغابة الغريبة فخرست كل كائناتِها واختبأت في جحورها.

لم يبقى كائن ظاهر في طريقه، غير الأوراق والفطريّات المتوهّجة بـزُرقة تُنير الدرب إلى مُبتغاه. ليس فعلا في حاجة لذلك فبإمكانه إيجادها وسط محيط من الظلمات فقط بإتباع غريزته ؛ لكنّه أراد الإعلان عن وجوده لها.

«كُوري!».
نادى مجددا بنبرة سعيدة بينما تجاهلته صاحبة الاسم وابتسمت خلف ستار خصلاتها الزهريّة.

«ماذا تُريد؟».
سألت بجفاء.

«ألا يُمكنني زيارتكِ دون سبب؟».
ثم سار إلى مكان جلوسِها على جذع غطّته الأشنات الخضراء وتربّع مقابلا لها فوق صخرة مسطّحة.

ردّها كان أن رمقته بنظرة "على من تكذِب؟" وقبل أن يتلعثم في ابتكار إجابة تُرضيها، نطق الغراب القابِع على غصن الشجرة التي استظلّا تحتها.

«لدينا مخلوق غير  مُستقرّ  في العالم السفليّ، نحتاج مساعدتكِ في الكشف عنه».
تحدّث الفتى يؤرجح ساقيه.

نيكسون رصّ على أسنانه ورفع يده المشتعلة بنار زرقاء مُستعِدا لحرقِه والشجرة إلى أن يمتزج رمادُهما.

«لا نيران في غابتي!».
أوقفته كْوري بصفعة على ظهر يده فاكتفى بإرسال نظرات حادة متوعّدة ناحيته.

«إذا ما المخلوق الذي تُريد مساعدتي بشأنه؟».
غيّرت سؤالها.

«آسترايا، حامِلة نور النجوم».
ردّ أخيرا بسبب مجيئه.

سِيلا ✓Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin